الشبكة المدنية –خاص الضالع :
من محمد ابو شادي
تقرير خاص عن حالة النازحين من مناطق حجر وقعطبة وما احدثته آلة الحرب الحوثية من مآسي ودمار
تمخضت الحرب الدائرة شمال وغرب محافظة الضالع عن جملة من المعاناة والكوارث الإنسانية التي أصبحت مصدر خطر على المواطنين والأهالي هناك، نازحو مناطق حجر والأزارق ومريس وقعطبة الذين شردوا من منازلهم جراء عدوان مليشيات الحوثي الانقلابية كان لهم نصيب الأسد من ذلك حين أصبحوا في واقع مأساوي أحدثته آلة القتل الحوثية المدمرة، ومستقبل يمضي نحو المجهول.
* دموع الوداع
الوصول من مديرية حجر غربي الضالع الى مخيم النازحين بسناح، أمرًا ليس بالصعب على تلك الأسر المشردة التي تعيش اليوم بالعراء نظرًا للقرب الجغرافي ولكنه اليوم أصبح الطريق المحفوف بالمخاطر بعد أن حولت مليشيات الحوثي منازلهم الى ثكنات عسكرية ومناطقم الى ميادين للقتال والخراب والدمار.
ع. ع. س: أم لسبعة أولاد خمس إناث وذكران تسكب دموع الحرقة والواقع المؤلم الذي تعيشه هناك في العراء قائلة : زوجي في الجبهة يقاتل ولدي طفل معاق لم اجد له قيمة حبة دواء والعيد قد أقبل ونحن لا نجد شيء ولو قطع من الحرير نجبر بها طفولة الأولاد.
وتواصل قائلة: منذ أن أتينا الى هنا بعد أن شردتنا مليشيات الحوثي من منازلنا ونحن نبحث عن كسرة خبز نسد بها رمق الأطفال من الجوع، ولكننا انصدمنا بإهمال لا يتوقعه أحد
ف. ع. ص : مسنة تبلغ من العمر 60 عامًا تتحشرج الكلمات حين تصف واقع معاناتها وهي أم لسبع أناث قالت : أبحث عن قيمة باكت دواء منذ أن أتيت ولم أجد كوني مصابة بمرض الكبد
وتواصل تعرية واقع المعاناة والمأساة الذي تعيشه هناك قائلة : ننام في العراء بدون فراش، وأني كنت أول النازحين الذين وصلوا الى هنا ولكن لم أجد من أحد حفنة أرز حتئ اليوم.
ا. ع. ص : مسن يبلغ من العمر 70 عاما نزح الئ هناك بفعل الحرب الدائرة في منطقة شخب شمال مديرية قعطبة، مصاب بالعمى الكامل هجرته زوجته بعد أن أصيب، بالعمى الكلي وذهبت إلى بيت أهلها لأنها لا تريد رجل أعمى كما يقول
يحبس الرجل المسن معاناته الجحيمية منتضرًا قميص خير لعله يرتد بصيرًا أو يجد من يمهد له الواقع كي يعيش ما تبقئ له من أيام على ضهر هذه البسيطة.
ب. ع. ث : في الأربعون من عمره وأب ل24 طفلاً يقول بأن مجرد خيمًة صغيرة بلا فراش ولا ستار تجمعهم تحت جنح الظلام ووسط الضهيرة حين تخترق أشعة الشمس الحارقة تلك المخيمات البدائية.
يقول بأن المنظمات الإنسانية والحقوقية وفاعلي الخير والجهات المسؤولة التزموا عدم الوصول إليهم ينضروا حجم المعاناة المستمرة التي يتكبدون مراراتها كل يوم.
ر. أ. ف : فتاة في الخامسة والعشرون من العمر تقول بأنها تركت منزلها برفقة أطفالها الثلاثة في منطقة باجة بمديرية حجر شمال غرب الضالع بعد أن طردتهم المليشيات الحوثية وشردتهم من منازلهم.
تلخص معاناتها في كلمات قالت فيها : نحن هنا مشردين نواجه المصير المجهول دون أن يلتفت إلينا أحد، ومنذ يومين لم نجد شيء نأكله غير كوب من الحليب الذي مزجته بالأوراق كي يتناوله أطفالي في العشاء ليلة البارحة بعد أن صاموا من الجوع لمدة يومين كاملين.
و. ا. ا: امرأة فاق عمرها الخمسون عامًا توفي زوجها وهي أم لخمسة أولاد قصر تلخص واقع المعاناة التي يتعرضون لها في مخيمات النزوح قائلة: تشردنا من منازلنا وانصدمنا بهذا الواقع المؤلم الذي فقدنا فيه الأمان في هذا الوطن.
* جفاء ولا مبالاة
ما يعانيه النازحين من مناطق الصراع قعطبة ومريس وحجر والعود والأزارق في محافظة الضالع من إهمال كبير من قبل الجهات المسؤولة التي لم تحرك ساكنًا ولم تنظر لهؤلاء المهمشين ينذر بكارثةً إنسانيًة وصحية كبيرة في المدينة سيكون ضحاياها الآلاف من الأطفال والنساء والعجزة والقصر الغير قادرين على العمل والكسب في ظل الحرب الضارية الدائرة في المحافظة والضروف الإقتصادية المعقدة التي تعاني منها المدينة.
يقول ز. ع. ن: وهو أحد النازحين في سناح والذي تم تشريده من منزله في مديرية حجر بأن الجهات الرسمية لم تمدهم بأي شيء ولو بنضرًة مسؤولة حانية
أما عن دور المنظمات الإنسانية قال : أغلب المنظمات التي تأتي الى هنا لا تقدم لنا شيء يذكر بل تقتصر أنشطتها على التصوير ورفع الكشوفات دون أي فائدة تذكر.
* البحث عن الأمان
مئات الأسر النازحة في سناح بفعل الحرب المدمرة التي تشنها مليشيات الحوثي الانقلابية على مدينة الضالع في رحلة واحدة أطفالا ونساء وشيوخ للبحث عن الأمان.
أمان افتقدته تلك الأسر منذ آخر تصعيد عسكري مسلح لجماعة الحوثي الانقلابية في حدود الضالع قبل أشهر حين تم تشرديهم من منازلهم التي دمرتها آلة القتل الحوثية.
أمان وسكينة فقدتها تلك الأسر في مناطقها التي شردوا منها، نفس الشيء الذي يبحث عنه النازحون هناك في ظل التهديد والوعيد المستمر من قبل ملاك الأراضي التي نصب عليها النازحون مخيماتهم إذ يقول النازحون هناك بأنهم يتعرضون يوميًا للتهديد والرمي بالرصاص والتهديد بإحراق مخيماتهم هناك.
* مناشدات
بكلمات وتعابير مكلومة تناشد مئات الأسر النازحة هناك قوات التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة ممثلًة بالهلال الأحمر الإماراتي والمنظمات الإنسانية والحقوقية الداعمة محليًا ودوليًا بأغاثتهم ومساعدتهم ومد يد العون لهم كي يتغلبوا على واقع المعاناة التي يتجرعون مراراتها كل يوم.
* المستقبل المجهول
تدور أحداث ووقائع المعارك الضارية بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي الانقلابية شمال وغرب الضالع يوميًا دون توقف، ومعها تدور آمال وطموحات تلك الأسر والنازحون نحو نفسها مرًة وأخرى نحو مستقبل مجهول يكتنز بالمخاطر التي لن تتوقف في ظل هذا الواقع المأساوي الذي تعيشه مئات الأسر النازحة هناك