في إطار اهتمام الشبكة المدنية لحقوق الأنسان بأوضاع المتقاعدين العسكريين والأمنيين ومعرفة مشكلاتهم ومطالبهم والأسباب التي دفعهم للاعتصام ,قام فريق الشبكة بالنزول إلى مخيم الاعتصام امام بوابة التحالف بمدينة الشعب وذلك في يوم الأربعاء الموافق 15 يوليو 2020 م, بهدف التعرف على طبيعة أوضاعهم ومطالبهم، وماهي الرسالة التي يريدون إيصالها من خلال هذا الاعتصام.
فمنذ اكثر من أسبوعين ينفذ المئات من المتقاعدين العسكريين في المحافظات الجنوبية، وقفة احتجاجية واعتصام مفتوح أمام مقر بوابة التحالف العربي بمدينة عدن (جنوب)، احتجاجا على عدم تسلم رواتبهم لأكثر من (5) أشهر, مؤكدين استمرار اعتصامهم، حتى يتم انتزاع حقوقهم المشروعة كاملة دون نقصان.
تبنت الدعوة للوقفة الاحتجاجية الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن في المحافظات الجنوبية ، والتي تضم قيادات عسكرية وأمنية كبيره للجيش الجنوبي لما كان يعرف ب (جيش جمهور اليمن الديمقراطية الشعبية)، الذين تم تسريحهم قسرا إثر حرب صيف 1994 بين الشمال والجنوب..
يهدف الاعتصام إلى الضغط على الحكومة والجهات ذات العلاقة في قيادة التحالف العربي إلى الالتفات إلى مشكلات ومعاناة المتقاعدين العسكريين وحمل الحكومة اليمنية على الصرف الفوري لمرتباتهم المقطوعة لأكثر من خمسة اشهر ..وتسوية مستحقاتهم خلال السنوات السابقة حيث لم يتم تسليمهم راتب شهرين في العام 2016 و6 اشهر في 2017م .
ويعاني القادة والضباط الجنوبيين المتقاعدين من ظروف وأوضاعًا معيشية وإنسانيه صعبة, جراء تأخر رواتبهم الشهرية أوصلتهم الى حافة الفاقة والعوز, وجعلتهم وأسرهم عرضة للفقر والحرمان، تفتك بهم الأمراض والأوبئة في انتهاك صارخ لحقوقهم الإنسانية, خلافا للمادة (9) والمادة (7) من العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فقرة (أ)، والمادة رقم (23) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان(1948).
ويعتبر المعاش التقاعدي المصدر الأساسي والوحيد بالنسبة لهم لضمان استمرار بقائهم على قيد الحياة , في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور العملة المحلية أمام الدولار والعملات الأجنبية.
وقد اجرى فريق الشبكة العديد من المقابلات واللقاءات المباشرة مع عدد من قيادات الهيئة العسكرية وأعضاء اللجنة التحضيرية المسؤولة عن الاعتصام .
- العميد ناجي العربي – نائب رئيس الهيئة العسكرية العليا للمتقاعدين العسكريين ورئيس اللجنة التحضيرية للاعتصام ,أشار إلى ان هدف الاعتصام هو رفع المظالم التي حلت بالجيش الجنوبي جراء الممارسات الإقصائية والتهميشية وسياسة الحرمان والتقاعد القسري الذي استهدف قطاع واسع من ضباط وقيادات وكوادر الجيش الجنوبي منذ حرب صيف 1994م, والممارسات الإقصائية العقابية التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة من خلال استخدام “سلاح المرتبات والحرمان التعسفي” بقصد تجويعنا وامتهان كرامتنا الإنسانية, وأضاف خلال السنوات السابقة انتهجت الحكومات اليمنية سياسة العقاب الجماعي في محاولة لإجبارنا على تغيير قناعاتنا المعبرة عن تطلعات شعبنا ومشروعنا السياسي”. وقال بانهم لم يستلموا مرتبات (12 ) شهر منها شهرين في العام 2016 وعدد (6) اشهر في العام 2017م وعدد (5) اشهر في العام 2020م . وبالنسبة لاختيارنا مكان الاعتصام أمام بوابة التحالف قال “ان الهدف منه إرسال رساله لدول التحالف باعتبارها معنية بإدارة شئون الخدمات والمرتبات في المناطق المحررة ،علما اننا تجنبنا الاعتصام في مكان اخر حتى لا نتسبب في قطع طريق أو التأثير على حياة الناس، وفضلنا هذا المكان النائي”. وأشار إلى ان اعتصامهم سلمي ومدني من اجل حقوقهم المشروعة ولا يتعلق باي حسابات سياسية أخرى ، وان لجنة الاعتصام وجهت رسال إلى دول التحالف تضمنت 15 مطلب من ضمنها دفع الرواتب والتسويات ، وان المخيم لا يحمل هوية سياسية واجتماعية وإنه يضم كل القيادات والعناصر الجنوبية من كل المحافظات دون استثناء.
العميد ركن محضار محمد السعدي : نائب رئيس اللجنة التحضيرية للاعتصام قال: تعرض المتقاعدين العسكريين منذ تسريحهم قسريا واحالتهم الى التقاعد الإجباري في العام 94م , وخلال السنوات الماضية تعرض هؤلاء المتقاعدين لظلم وقهر متعمد من خلال عدم انضباط رواتبهم وتسوية مستحقاتهم وحرمانهم من حقوقنا التي يكفلها القانون والدستور, وحولوهم جميعا الى (حزب خليك في البيت ) والى جيش من العاطلين والمهمشين.
وقال للأسف ان المجتمع الدولي يتعامل مع حكومة شرعيه تخلت عن واجباتها ومسؤولياتها تجاه مواطنيها وشعبها, وان التحالف في ظل عدم أمانة هذه الحكومة وعدم نزاهتها وفسادها وهذا معروف وبشهادة الجميع مسئول أخلاقيا وانسانيا، لا سيما ان اليمن منذ عاصفة الحزم يقع تحت البند السابع ,وبعد أن تحولت هذه الحكومة ومنظومتها وأدواتها الفاسدة الى وسيلة لممارسة العقاب الجماعي وسوط مسلط على رقاب شعبنا. وقال أتينا اليوم للاعتصام امام بوابة التحالف نطالب بحقوقنا المشروعة ولسنا متسولين او شحاتين، والهدف من اختيار هذا المكان هو إيصال رسالتنا للراي العام وللتحالف بعد ان بحت اصواتنا وأغلقت كل الأبواب والسبل لإقناع الحكومة في الاستجابة لمطلبنا خلال السنوات الماضية حتى اليوم والالتزام بدفع مرتباتنا.
وقال نحن نعتبر التحالف مسئول امام المجتمع الدولي والحكومة، وان التحالف قادر على اجبار الحكومة في دفع مرتباتنا التي تعتبر مصدر رزقنا الوحيد لإعالة اسرنا. وقال لا نستطيع ان نفهم سر هذا الظلم وهذا التعنت والتجاهل لحقوقنا , فبدلا من ان يكافئ هؤلاء القادة والضباط الذي كان لهم شرف التصدي لمواجهة الغزو الحوثي حملوا أسلحتهم حتى قبل ان يصل التحالف وقبل انطلاقة عاصفة الحزم في 2015م, هاهم يعاقبوننا ويمعنون في اهمالنا وتجويعنا بالصورة التي تشاهدونها جميعا ,فلا مرتبات ولا تسويات ولا حقوق فمن يرضي هذا ؟
وقال من المهم التأكيد ان تواجدنا هنا لا يعني اننا ضد التحالف او المملكة العربية السعودية بل على العكس نحن نؤكد شركاتنا في مواجهة المخاطر والمشروع الحوثي- الإيراني واننا نحن والمقاومة والجيش الجنوبي جزء من التحالف الدولي لمواجهة هذا المشروع التدميري الذي يستهدف المنطقة وامننا واستقرارنا, وان قدرنا ومصيرنا واحد , وهذا يحملهم مسؤولية الالتفات الى معاناتنا وانصافنا بعد ان فقدنا الثقة بهذه الحكومة الفاشلة والفاسدة وهذه السلطة , التي اصبحت جزء من المشكلة وطرف لا يجيد سوى صناعة الأزمات وافتعال المشكلات والاستمتاع بتعذيب الشعب .
وأضاف بسبب قطع الرواتب لم يتمكن الناس من توفير متطلبات اسرهم او شراء الأدوية فخلال الشهرين الماضيين تم وفاة 60 ضابط وقيادي من المتقاعدين العسكرين أثناء جائحة كرونا ,بسبب عدم قدرتهم على توفير قيمة حبة الدواء. وأشار ان مطالبهم متضمنه في الرسالة الصادرة عن الاعتصام ومن ضمنها دفع مرتبات 12 شهر ، وتسوية أوضاعنا، حيث يستلم العميد المتقاعد منهم 60 الف ريال ،وان تضامنا ليس تعبير عن تضامننا مع انفسنا فحسب انه تضامن مع كافة أبناء شعبنا في الجنوب الذين يعانون من الحرمان وتدهور الخدمات وانقطاع الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات ، ومع إخواننا المقاتلين في الجبهات الذين لم يستلموا رواتبهم لأكثر من 5 اشهر وهم في الجبهات ، ونطالب بجدولة 12 شهر متأخرات رواتبنا ضمن اتفاق واضح .
العميد حسين الحالمي :الناطق الرسمي للهيئة العسكرية للأمنيين والعسكريين الجنوبيين:
قال انه لأمر مؤلم بعد نصف قرن وخدمة 40 عام ,نأتي إلى هذه الرقعة الجغرافية الجنوبية العزيزة من مدينة البريقاء لنفترش الأرض ونلتحف السماء من اجل ماذا ؟من اجل المطالبة بحقوقنا البسيطة والمشروعة … سنوات ومثلنا الكثير من أبناء شعبنا نعاني الأمرين وصلنا الى ان نشحت الراتب ونستجديه منهم استجداء , في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية مزرية كيف لنا ان نعيش ونؤمن ابسط مقومات الحياة بالنسبة لنا ولأولادنا, وفي ظل هذا الارتفاع الجنوني للأسعار وفقر مدقع شمل الغالبية العظمى من الجنوبيين الذين يعتمدون على الراتب كمصدر للعيش الوحيد مع انه لا يكفي لتوفير ابسط الأساسيات الضرورية بسبب تأكل قيمة العملة. وأضاف لم يكتفوا بتسريحنا وإجبارنا قسريا على التقاعد بعد حرب صيف 94م, بل استخدموا الراتب وسيله للتعذيب والعقاب وتعمد إهانة كرامتنا الإنسانية وحولونا الى جيش من المتسولين كل ما نتمناه هو توفير الراتب مع ان ذلك حقنا المشروع كبشر. فعندما ذهبنا الى الوحدة كنا نظن اننا سنحصل على تنميه وحياة كريمة أمنة مستقرة, ولم نكن نتصور ان العقاب الجماعي وحالة الهوان والمذلة تنتظرنا.
ما نعانية ومثلنا ملايين من أبناء شعبنا الجنوبي يمثل جريمة إنسانية مكتملة الأركان ،تصور نحن حتى اليوم سبعه اشهر دون راتب، ولا يوجد انسان يستطيع الصبر 7 اشهر, فهل سأل احد منهم نفسة كيف يمكن لنا ان نعيش؟
لهذا نحن اليوم نعتصم لنوصل صوتنا للحكومة الفندقية الصماء باننا لن نبرح مكاننا ونوصل رسالة للجميع اننا لن ننحني ولن نسمح بأذلالنا، كما نطالب الأشقاء في التحالف وبدرجة أساسية الأخوة في قيادة المملكة الذين ساندناهم في الحرب ضد المشروع الفارسي ان يعملوا كل ما في وسعهم لوقف استمرار هذا النهج التعسفي الذي يمارس بحقنا والعمل على معالجة هذا الامر الغير سوي واللاإنساني، فنحن لا نطلب اكثر من راتب مستحق نستطيع من خلاله توفير لقمة عيشنا لنا ولأسرنا فهل هذا كثير علينا ؟
عبده علي الهيج الصبيحي :
وهو احد المتقاعدين العسكريين قسريا منذ 1994م يقول تم تسريحي واحالتي الى التقاعد القسري ,كنت حينها ملازم اول ,واحد جرحى حرب 1994م واحد جرحى المقاومة الجنوبية أثناء اجتياح الغزو الحوثي لعدن .
ان ما يجري لنا امر فيه ظلم كبير ,تصور وانا الجريح مرتين اتقاضى راتب تقاعدي (30 الف ريال) ما يعادل 40 دولار بسعر الصرف حاليا. لدي اسرة تتكون من 11 نفس لا استطيع اعالتهم وتوفير متطلباتهم ,هذا يرضي من ؟ انه عقاب جماعي يمارس بحقنا ,نعتصم اليوم لنلفت نظر الجميع, الحكومة والتحالف والمنظمات الدولية الإنسانية ,الى ما نعانيه هؤلاء كلهم قادة عسكريين وكوادر جنوبية مجربة ومدربة قدموا كل شيء لوطنهم ودافعوا عن شعبهم وهاهم يكافئوننا بطريقتهم المهينة واللا إنسانية بحرماننا من لقمة العيش والحياة الكريمة, قطعوا رواتبنا, متعمدين إهانة كرامتنا وإذلالنا فلا صحة او علاج ولا نستطيع توفير متطلبات حياتنا الأساسية لنا ولأسرنا , وبدون غذاء او دواء , واولادنا بدون تعليم وبلا مستقبل .
فريق الإعلام الإنساني للشبكة المدنية