بين لحظة وأخرى تنفث مليشيات الإجرام الحوثية سموم حقدها القاتلة للإنسان التهامي، وتخلف جروح غائرة لا تشفى، أرواح تزهق وقلوب تتحسر على رحيل من يعيلها ويكابد قسوة العيش والحياة لأجل سد رمق عيشها، الغام المليشيات باتت كابوس يقض مضاجع أهالي الحديدة ويورقها، وتقبض أرواح أعز الناس لديهم.
زرعت المليشيات الحوثية أحد الغامها، في طريق الجبلية، ليسقط ثلاثة شهداء مواطنين عزل هم عبدالله عبدوه وابن عمه محمد حسين وسائق الدراجة التي كانوا يستقلونها ذاهبين إلى البحر للصيد بحثاً عما يجود به البحر لهم لسد رمق عيش أسرهم التي طحنتها المعاناة.
لم يكونوا يعلمون بأن الطريق إلى تحصيل لقمة العيش محفوفة بكل هذه المخاطر ومزروعة بالغام مليشيات أجرامية تمارس القتل كلعبة تسليه دون أدنى إنسانية.
أنفجر شرار لغم زرعته أيادي الإجرام، ليقتلع الدراجة النارية التي كانوا يستقلوها لتتحطم وتتحطم معها أرواح وآمال في الحياة الكريمة لأسر بأكملها تتوق للعيش رغم الركام والعبوس، لكن المليشيات تتفنن في تحطيم الآمال ولو كانت بسيطة وتجيد نزع كل ما هو جميل دون رحمة وبكل وحشية.
أسرة عبدالله عبدة، المكونة من ثلاثة أولاد وام، دون معيل ولا رب أسرة بعد فقدان والدهم، بعد أن انتزع اللغم الحوثي منهم رب أسرتهم.
في تلك الخيمة البسيطة على تراب صحراء تهامة حيث تسكن زوجة الشهيد أمنة محمد عمر احمد وأولادها الثلاثة، حسرة وحرقة وبكاء، ومصير مجهول وحياة صعبة ومؤلمة تعانيها أسرة عبدالله جراء جريمة مروعه ارتكبتها مليشيات الإجرام بحقهم.
وتقول زوجة الشهيد أمنة محمد بنبرة حزينة يملئها الحسرة والندم على رحيل زوجها: استشهد زوجي وهو ذاهب إلى البحر يترزق لأولادي، إذ انفجر به لغم حوثي زرعتها المليشيات في خط الجبلية، وتضيف لقد جابوا زوجي وهو عبارة عن قطع متناثرة، أصبحنا بلا معيل ولا يوجد من يصرف علينا.
مسلسل يومي للقتل والإجرام والظلم تتعمد المليشيات بثه في أوساط أهالي الحديدة، ويحدث هذا أمام مرائ الأمم المتحدة ومبعوثها ولجانها دون أدانة أو شجب وموقف رادع، وهو ما شجع المليشيات على ارتكاب مزيد من الجرائم وسفك الدماء وقتل الأرواح.
/ المركز الإعلامي لألوية العمالقة