بالتزامن مع زيارة مرتقبة ستقوم بها البعثة الأممية الى محافظة الحديدة؛ حولت مليشيات الحوثي الإجرامية، مناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة إلى مسارح دموية ارتكبت فيها مجازر بشعة، وصبّت مكنون حقدها الدفين مرات متتالية على أهالي المحافظة المسالمة، لتبرهن أنها العدو الأول للإنسان اليمني بصورة عامة ولأبناء الحديدة بصورة خاصة، وتعمل هذه المليشيات بكل ما أوتيت من قوة لحصد أكبر عدد ممكن من أرواح المدنيين لإخضاعهم والتمكن من رقابهم.
سلسلة جرائم دموية ارتكبتها مليشيات الحوثي – الذراع الإيرانية – بمحافظة الحديدة في ظرف 10 أيام وراح ضحيتها 46 مدنياً ما بين قتيل وجريح وسط ذهول وصدمة في أهالي الحديدة.
بداية هذه السلسلة المتلاحقة من المجازر البشعة كانت في صبيحة الـ 24 نوفمبر المنصرم من هذا العام، حيث زرعت المليشيات عبوة ناسفة في الخط الترابي الرابط بين مديريتي التحيتا والخوخة تحت جُنح الظلام، فانفجرت بسيارة كانت تُقِل المواطنين وأودت بحياة 12مدنياً بينهم امرأة وطفلتها في جريمة مروعة لم تكن الأولى ولا الأخيرة.
وبعد مرور يوماً واحداً من ارتكاب المجزرة وتحديداً في 25 نوفمبر أصيب طفلان بجروح بانفجار لغم من مخلفات ما زرعته مليشيات الحوثي في مديرية الخوخة.
وفي اليوم التالي وضمن سجل مليء بالجرائم المرتكبة من قبل المليشيات، أصيبت طفلة برصاص قناص حوثي في مديرية الدريهمي.
استمرت المليشيات في انتهاك حقوق الإنسان ولا تزال تقتل بدم بارد وبطرق ووسائل إجرامية مختلفة، ففي الـ 29 من نوفمبر، سقط 17 مدنياً ما بين قتيل من النساء والأطفال في قصف هو الأعنف شنته مليشيات الحوثي على قرية القازة التابعة لمديرية الدريهمي، لترتفع حصيلة الجرائم الحوثية إلى 35 مدنياً سقطوا ما بين قتيل وجريح في أقل من أسبوع.
وفي الثاني من ديسمبر الحالي، أصيب طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر عاماً واحداً بطلقة نارية حوثية اخترقت جسده النحيل وهو في منزله بمدينة حيس، وتم اسعافة الى المستشفى الميداني في حيس ويتم تحويله إلى المستشفى الميداني في الخوخة ومنها إلى مشفى أطباء بلا حدود في مدينة المخا لاستكمال تلقي العلاج.
ولم تتوقف المليشيات الحوثي عن سفك الدماء وبكل وحشية؛ ففي مساء يوم أمس الخميس الموافق الٍثالث من شهر ديسمبر الجاري، انهمرت قذائف الموت الحوثية (الصاروخية والمدفعية) وبكثافة غير مسبوقة على مجمع ومصنع أخوان ثابت التجاري في مدينة الحديدة، موقعة مجزرة أخرى مروعة راح ضحيتها 16 عاملاً سقطوا ما بين قتيل وجريح.
أهالي الحديدة المدنيين الذين يجدون أنفسهم مابين مطرقة الحوثي وسندان صمت الأمم المتحدة على إجرام المليشيات، استهجنوا امتناع المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حازم ورادع تجاه المليشيات لوقف جرائمها ضد الإنسانية، وهو ما لم يتحقق لهم حتى اللحظة، الأمر الذي دفع المليشيات الحوثية لمواصلة تحديها السافر لقوانين حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، وهو ما زاد تعطشها لسفك المزيد من دماء المدنيين الأبرياء في ظرف زمني قياسي قصير.
/ المركز الإعلامي لألوية العمالقة