الشبكة المدنية/ رصد ومتابعات
تؤكد العديد من تقارير النشطاء ومنظمات حقوق الإنسان تزايد مستوى العنف ضد النساء في اليمن، بالتزامن مع تبعات الحرب القاسية التي يعاني منها البلد منذ اندلاعها في مارس من العام 2015.
وأوضحت صحيفة “الغارديان” أن الحرب قد أدت إلى تفاقم مستويات العنف المرتفعة بالفعل ضد النساء، كما أفضت أيضا إلى تخفيضات كبيرة في تمويل مراكز الرعاية الاجتماعية والنفسية للهاربات من الإرهاب المنزلي.
ظاهرة متفاقمة
وأشارت إحصائيات ودراسات الأمم المتحدة أن الإقبال على تلك المراكز من قبل النساء المعنفات قد ارتفع بنسبة 36 بالمئة في العام 2017، مشيرة إلى أن نحو 80 بالمئة من سكان اليمن باتوا بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية.
وأوضح ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، نستور أوموهانجي إن العنف ضد النساء في اليمن ليست بالظاهرة الجديدة ولكنها ارتفعت في الآونة الأخيرة ببلد معظم النساء فيه يتزوجن قبل أن يبلغن الثامنة عشرة من العمر.
ولفت إلى أن تلك الظاهرة باتت تتفاقم بشكل خطير مع قلة البرامج الدولية الخاصة بتمكين المرأة وحمايتها من العنف.
ومن جانبه، قال مدير مركز مدينة تربة للرعاية الأسرية والاجتماعية في محافظة تعز، جميل الجميل، إن المركز كان يعتمد بالكامل على التمويل من المنظمات الدولية، ولكن بعد تخفيض تلك المساعدات اضطروا إلى إيقاف الكثير من الخدمات وتقديم بعض الأدوية المجانية لنزيلاته.
وأشار الجميل إلى أن المركز، ومنذ افتتاحه في عام 2016 ، تمكن من مساعدة وعلاج أكثر من 2250 امرأة وطفل، مقدرا أن حوالي 80 بالمئة من النساء في المنطقة عانين من بعض الصدمات جراء الحرب.
ضرب وتكبيل بالأصفاد
ونقلت الصحيفة عن ريما (اسم مستعار) المقيمة في المركز حاليا إنها تزوجت في نفس العام الذي اندلعت فيه الحرب بعد أن زفها أهلها إلى رجل يعمل في تجارة مخدرات “القات”، وكان عمرها آنذاك خمسة عشرة عاما فقط.
وأكدت ريما أن زوجها اعتاد معاملتها بقسوة وعنف شديدين، إذ كان يكبلها بالأصفاد وينهال عليها ضربا، ولاسيما بعد أن فقد تجارته وخسر عمله، منوهة إلى أنه رفض أن تكمل تعليمها رغم أنها كانت في المرحلة الثانوية، وأنه كان ينعتها بالغباء وعدم إجادة التحدث، بالإضافة إلى سخريته من هوايتها في كتابة الشعر.
وبعد أن أشفقت عليها إحدى عماتها، تمكنت ريما من الهرب واللجوء إلى مركز تربة، مردفة أنها لن تنسى ما تعرضت إليه من ألم جسدي ونفسي، متذكرة كيف أن زوجها ضربها على بطنها عندما كانت حامل بسبب شكواها من غثيان الصباح مما أدى إلى إجهاضها.
وترفض ريما في الوقت الحالي الاستماع إلى نصائح أهلها بالصبر والتحمل، مشددة على أنها تفضل العيش في كهف مهجور على العودة إلى حياتها السابقة، وذلك قبل أن تختتم حديثها بأنها ترغب في إكمال تعليمها لتصبح طبيبة أو شرطية قادرة على جر زوجها إلى المحكمة لمحاسبته على ما اقترفت يداه بحقها.
أما سلوى (اسم مستعار) البالغة من العمر 14 عاما، فتصف اللحظات العصيبة عندما حاول رجال ميليشيات اغتصابها والاعتداء عليها جنسيا عقب نزوحها مع أهلها، لافتة إلى أنها نجت بأعجوبة بفضل مساعدة بعض الناس لها.
وأكدت تلك الطفلة أنها تريد أن تصبح محامية لتأخذ حقها في المحاكم بعد أن حصل المعتدين على عقوبة بسيطة لم تتجاوز 6 أسابيع في السجن.
تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد سن محددة لزواج الفتيات في اليمن، إذ لفتت إحصائية إلى 52 في المئة من النساء تزوجن قبل بلوغهن سن الثامنة العشرة في العام 2017.
/ الحرة