في كل جدار لا يزال قائما في حي “منظر” بمدينة الحديدة ثمةَ ما يشهد على حُقبةٍ من الحقد والإجرام الكهنوتي ضد الأبرياء في الحي الواقع بمديرية الحوك جنوب المدينة الساحلية، منذ ما يربو على عامين على توقف المعارك نتيجة اتفاق ستوكهولم المشؤوم.
تتدلى نوافذُ خشبيةٍ تقليدية من منزل عتيق في الحي كان يعبق برائحة التراث وتقاليد البناء التهامي، اليوم اضحى المنزل طللًا في حي كله أطلال تحولت أروقته التي كانت تزخر بالحركة والحياة إلى خواء مسكون بالخوف نتيجة التساقط المستمر لقذائف المليشيا الحوثية الإرهابية.
فريقٌ من “2 ديسمبر” كان يتجول في الحي مع مسؤولين اثنين أمني ومحلي، لرصد حياة السكان الصامدين في وجه عدوان المليشيا بكثيرٍ من الوجل والخوف من تلك النيران التي تطلق باتجاههم بشكل مستمر، تصوبها المليشيا لتسفك دماء الأبرياء الذين فقدوا الحيلة في مغادرة منازلهم وظلوا فيها رغم حجم العدوان الحوثي الجائر.
على الأبنية المشيدة بشكلٍ متراص، تلك التي كانت تأوي إليها آلاف الناس، رسم الرصاصُ الطائش والشظايا المتطايرة والأعيرة المُصوبة تعمدًا ضد الآمنين خارطةَ الإجرام الحوثي الموجه ضد ساكني منظر، وشوهدت منارات وقباب المساجد وقد أضحت مهدمة ، إضافة إلى مركز صحي نال نصيبًا من ذاك الدمار.
في أحد المساجد المدمرة بالحي اختلطت المصاحف بالأنقاض في مشهدٍ يوضح حقد الحوثيين وتطرفهم الذي يجسدونه عادةً باستهداف المساجد ودور العبادة في كل المناطق، وليس في حي منظر فحسب.
مأساة حي منظر لا تكاد تقل في حجم المعاناة عن باقي المناطق الواقعة في مرمى نيران المليشيا الحوثية، فالأخيرة تمطر الحي يوميا بالصواريخ والقذائف بمختلف أنواعها، وقد ارتقى العديد من المواطنين شهداء وجرح الكثير منهم وشرد أغلب سكان، ولم يعد فيه سوى العشرات.
نقلا عن/ https://www.2dec.net/