الشبكة المدنية/ رصد ومتابعات
ظنَّ المواطن مروان يوسف طالب، أنه سيسلم من بطش مليشيات الحوثي حين مضى بأسرته نحو طريق النزوح دون حساب بأن الأرض ملوثة بأدوات القتل، ولكن قبل أن يصل إلى وجهته ويجد مأواه الجديد البعيد عن نيران ذراع إيران، انفجر بهم لغم حوثي في الطريق وكتبت له الإعاقة الدائمة من بين 14 فردًا.
في 19 ديسمبر لعام 2017 م، إستَقَل مروان ذو الـ 25 عاماً من العمر، وينحدر لقرية القطابا بمديرية الخوخة جنوبي الحديدة-، باص أُجرة مع جيرانه وكان عددهم 14 شخصاً، في طريقهم للنزوح نحو محافظة عدن بعد أن ضاقت بهم الحياة في قريتهم بسبب استهداف الحوثيين للمنطقة انتقامًا بعد طردهم منها.
ولم يقطعوا مسافة بعيدة عن قريتهم، حتى انفجر لغماً أرضياً زرعته مليشيات الحوثي بالمركبة التي تُقِلَّهُم، وأدى الانفجار إلى بتر الأطراف السفلية لمروان وإصابته بجروح وكسور في أنحاء متفرقة من جسده، وإصابة 5 آخرين بينهم زوجته أسماء، واستشهاد شقيقته مروى وجاره مختار غالب، أما الآخرون فقد حالفهم الحظ بأن أصيبوا بجروح طفيفة.
بمرارة ترتسم على وجهه وتسابق العَبَرات يصف مروان مصيبته قائلًا: خرجنا للنزوح من قرية القطابا على متن باص وانفجر بنا لغماً من مخلفات الحوثي فأدى إلى إصابتي وإصابة خمسة آخرين ووفاة أختي وصديقي، وتابع بأسى، الآن أنا لا أستطيع العمل وأعول خمسة أفراد من الأسرة.
لا تقتصر معاناة مروان على إصابته واستشهاد اثنين من أقاربه فحسب، بل أنه فقد القدرة على العمل وإعالة والِدَيه وزوجته وطفليه، حيث كان يعمل في مهنة الصيد لتوفير لقمة العيش؛ ومنذ إعاقته أصبح طريح الفراش؛ مما ضاعف من معاناة أسرته.
لم يكن مروان المواطن الوحيد الذي سلبته ألغام مليشيات الحوثي حقه الطبيعي في العيش وحصدت أرواح احبائه، فهذا الأب هو عينة من عينات شتى من أبناء الساحل الغربي الذي حوله الحوثيين إلى أكبر حقول ألغام على مستوى اليمن والتي سحقت حياتهم وأحلامهم وتلاعبت بمصيرهم وطَوَت سنين عمرهم بالإعاقة.
/ المركز الإعلامي لألوية العمالقة