الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
لاقت دعوة المملكة العربية السعودية الأطراف اليمنية للاجتماع في الرياض لاستكمال تنفيذ بقية النقاط في اتفاق الرياض، ترحيبا واسعا.
الدعوة اعتبرها سياسيون ونشطاء روشتة لحل الأزمات التي يعيشها اليمن، وتسعى جماعة الإخوان الإرهابية لاستغلالها لتأجيج الأوضاع، مثلما حدث، الثلاثاء، من مظاهرات سلمية، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، تحولت لمحاولة اقتحام قصر “المعاشيق” الرئاسي في عدن.
وأصدرت الخارجية في وقت مبكر من صباح الأربعاء، بيانا جاء فيه: “تدين المملكة بأشد العبارات اقتحام المتظاهرين لقصر المعاشيق”.
ودعت السعودية طرفي اتفاق الرياض للاستجابة العاجلة والاجتماع لاستكمال تنفيذ بقية نقاط الاتفاق، مؤكدة أن تنفيذه ضمانة لتوحيد الصفوف، وحقن الدماء ورأب الصدع، ودعم مسيرته لاستعادة دولته وأمنه، ويسهم في تكريس أمن واستقرار اليمن، ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
ومنذ توقيع اتفاق الرياض التاريخي، الذي تم برعاية سعودية إماراتية واحتضنته الرياض أوجع الإخونجية وأذرعهم في اليمن، فتفرغت الجماعة الإرهابية للتصعيد جنوبا وحشد مليشيا الحوثي نحو أبين، في محاولة لتفجير الوضع في عدن، ومحاربة المواطنين في لقمة عيشهم.
وكان متظاهرون خرجوا في مسيرة احتجاجية، للمطالبة بصرف مرتباتهم المتأخرة وللتنديد بقمع مسلحين تابعين لتنظيم الإخوان، الإثنين، مظاهرة سلمية في وادي حضرموت شرقي البلاد.
وانطلقت المظاهرة من شارع الملكة أروى بساحة البنوك، وواصلت طريقها نحو منطقة معاشيق، مقر الحكومة اليمنية، قبل أن تقتحم بواباته وتصل إلى آخر نقطة في ساحات القصر المطلة على البحر.
وأدانت الحكومة اليمنية اقتحام بعض المتظاهرين لقصر معاشيق، مؤكدة أنه لا ينتمي بأي شكل من أشكال إلى التظاهر السلمي، إلا أنها قالت إنها “تتفهم وتقدر حق الشعب في التظاهر السلمي والتعبير بالوسائل التي كفلها الدستور والقانون”.
دعاة الفوضى
ولفتت إلى أن اقتحام القصر هو “انحراف للمظاهرات عن المسار السلمي، لا يخدم إلا دعاة الفوضى ومليشيات الحوثي”، مشيرة إلى “أن أحداث اليوم تؤكد ضرورة مضاعفة الجهود لسرعة استكمال مسار تنفيذ اتفاق الرياض في الجوانب الأمنية والعسكرية”.
السفير البريطاني في اليمن مايكل أرون، اعتبر أن الحل للأزمات التي يعيشها اليمن، هو استكمال اتفاق الرياض، وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أتعاطف مع اليمنيين الذين يعانون من نقص الدخل والخدمات، تنفيذ اتفاق الرياض هو مفتاح الحل، وفي نفس الوقت تحتاج الحكومة إلى موارد لتحقيق الإصلاح وتحسين الظروف المعيشية، ويجب أن تتصرف القوى السياسية بمسؤولية”.
الكاتب السياسي “خالد الزعتر” أكد أنه لا بديل عن اتفاق الرياض لإفشال مؤامرات دعاة الفوضى باليمن.
وقال في سلسلة تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “كل محاولة لفرض واقع جديد في هذه المرحلة مرفوضة من جميع الأطراف، المرحلة تتطلب توحيد الصف والجهود وكافة الإمكانيات للتقدم على الأرض في مواجهة الإرهاب الحوثي، وليس للتراجع إلى الخلف، وبالتالي تضييع الإنجازات والمكتسبات التي تحققت”.
وأضاف: يجب تنفيذ اتفاق الرياض بكل تفاصيله، فهذا الاتفاق وضع بعين الاعتبار المواطن وتحسين جودة الحياة في المناطق المحررة، ولا يتبقى سوى الجدية العالية في تنفيذ الاتفاق بحذافيره، للوصول للتنمية التي يتطلع لها أبناء المناطق المحررة.
تحركات الإخوان
ومن جانبه، أكد “الانتقالي الجنوبي” في تغريدة عبر “تويتر”، على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض، وصولا للمشاركة في عملية السلام الشاملة.
أما عن خطر الإخوان ومحاولاتهم لتفجير الأوضاع في اليمن، أكد القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ناصر الخبجي، أن “جميع تحركات الإخوان في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، وتعز وطور الباحة، تصب في خانة إشعال الحرائق وافتعال الأزمات”.
وقال في تصريحات سابقة لـ”العين الإخبارية” إن “خطر التحركات الإخوانية يبرز في تعز على وجه الخصوص، من خلال الترتيبات والتنسيق القائم بين إخوان اليمن والنظام التركي التواق إلى امتلاك نفوذ عسكري على مضيق باب المندب”.
وأضاف أن “محاولة تكريس نفوذ وسيطرة الإخوان على كافة المحافظات المحررة وفق خطة سبق لبعض قياداتها الكشف عنها، لا يهدد اتفاق الرياض أو الجنوب فحسب، بل يهدد أمن المنطقة العربية والعالم أجمع”.
وتابع أن “خطر الإخوان بما تحمله من أفكار وأيديولوجيا ومشاريع عابرة لحدود الدول، لا يقل عن مليشيات الحوثي الإرهابية”، لافتا إلى الجماعات المتطرفة التي تنطلق من رحم الجماعة وتخدم وتنفذ أجندتها وتنشط عندما يضيق نطاق تحركها عبر زرع المتفجرات والعبوات الناسفة وتفخيخ السيارات والأسواق والمعسكرات وتنفيذ الاغتيالات.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، جرى توقيع اتفاق الرياض، لينهي أحداثا شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، ويوحد صف جميع المكونات المنضوية تحت لواء الشرعية.
والاتفاق الذي تم توقيعه بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، جرى بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع السعودي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.