الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
وسعت التنظيمات الإرهابية ومليشيات الحوثي عملياتها جنوب اليمن عقب دعوة سعودية لطرفي”اتفاق الرياض” لاستكمال تنفيذ الاتفاق
وذلك عبر هجمات غادرة في عدن وأبين.
ويبدو أن الحوثي والإخوان وأدواتهم من الخلايا الإرهابية استشعروا خطر تحرك التحالف بقيادة السعودية لاستكمال تطبيق “اتفاق الرياض” الذي أنعش آمال اليمنيين، لتتجه هذه الجماعات الإرهابية لإطلاق الـ”دورونز” وتنفيذ التفجيرات وتحريك ورقة “القاعدة” للهجوم الوحشي والبشع على الأمن اليمني والمدنيين.
ووجهت السعودية ضربة قاصمة لمليشيات الحوثي عقب تدخلها في تعزيز تماسك جبهة المعسكر المناهض للانقلاب ودعوة طرفي “اتفاق الرياض” للاجتماع العاجل لاستكمال تنفيذ بقية نقاط الاتفاق والذي سوف يوحد كافة القوات ضد المتمردين المدعومين إيرانيا.
والتزم طرفا “اتفاق الرياض” الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي خلال ترحيبهما باستكمال تنفيذ الاتفاق بما فيه تشكيل الوفد التفاوضي المشترك والملف الأمني والعسكري.
وأدركت مليشيات الحوثي أن خطوة استكمال التوافق اليمني سوف تضع نهاية حقيقية لحربها وانقلابها لتعمد إطلاق الطائرات المسيرة ليلا لبث الرعب والهلع بين أوساط السكان في العاصمة المؤقتة عدن.
كما حركت ورقتها المشتركة مع الإخوان ممثلا بتنظيم القاعدة الإرهابي في هجوم دموي أودى بحياة 12 جنديا ومدنيا وأصيب آخرون.
بالتزامن حاولت خلايا هذه الجماعات الإرهابية اغتيال وزير الخدمة المدنية والتأمينات الدكتور عبدالناصر الولي بتفجير ارهابي لخلط الأوراق باعتباره أحد أبرز وزراء المجلس الانتقالي في حكومة الكفاءات المشكلة وفقا لاتفاق الرياض.
وندد المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه العمليات الإرهابية ووجه قواته برفع درجة الاستعداد واليقظة العالية لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية في عدن وأبين والمحافظات الجنوبية كافة.
وقال المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، إن المجلس وهو يواجه خطةً جديدةً وخطيرةً هدفها إلغاء دوره، يؤكد على أن هذه الخطة ستبوء بالفشل وسيظل بالمرصاد لتلك الجماعات الإرهابية وداعميها ولن يتوانى عن حماية شعبه من بغيها وإجرامها.
ودعا المتحدث في بيان، اطلعت “العين الإخبارية” نسخة منه الأشقاء والأصدقاء والتحالف العربي والإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب لتقديم الدعم اللازم لمواصلة “حربنا المشتركة ضد الإرهاب وجماعاته وتطهير عدن والجنوب عموماً من خلاياه الإجرامية”.
ضرورة اتفاق الرياض لهزيمة الحوثي
يلمس أي مراقب انطباعات وأماني مشتركة لدى قطاعات شعبية واسعة بمختلف الفئات والتوجهات اليمنية والتي تتوحد ضد رفض آلة القتل لمليشيات الحوثي باعتبارها العدو الرئيس الذي دمر مستقبل البلد.
وبالمثل يرفض اليمنيون الأطماع الإخوانية جنوبا والتي تشارك الحوثيون موجة تصعيد جديدة لخلق تحديات وعراقيل لإفشال إنجاز الحكومة اليمنية لبرنامج عملها عبر تجفيف الموارد المالية واتخاذ مؤسسات الدولة مظلة للفساد وتعطيل الحياة بالمناطق المحررة.
وحسب المحلل السياسي جمال عبدالغني فإن استكمال تنفيذ “اتفاق الرياض”، لا يشكل ضربة موجعة للإخوان وحسب لكنه يوفر فرصة ثمينة ويقوي الجيش اليمني والمقاومة المشتركة في الجبهات المشتعلة في مأرب والحديدة وحجة والضالع وتعز لهزيمة مليشيات الحوثي التي باتت شبة عاجزة عن إحراز أي نجاح يذكر.
وأشار إلى أن انهيارات المليشيات الحوثية مؤخرا جعلت كثيرا من الأصوات سواء الحزبية أو الشعبية تتعالى باقتناص هذا العجز الحوثي من قبل قيادة الشرعية وقيادة التحالف لتحريك باقي الجبهات وإعلان الانسحاب من اتفاق ستوكهولم لتحريك القوات النوعية المتواجدة هناك وتحرير ما تبقى من مدينة الحديدة.
وعلى صعيد متغيرات وتفاعلات المواقف الدولية، وفقا للخبير اليمني فقد برزت أيضا المواقف الأمريكية الأخيرة المعلنة مؤخرا للإدارة الجديدة، والتي تضاعف أهمية تسريع تطبيق بقية بنود “اتفاق الرياض” كضرورة لمنع عدم تفكيك الجبهة المتمثلة بغالبية الأطراف اليمنية المناهضة للحوثيين.
ويعتقد عبدالغني أن السعودية التي تقود دول التحالف بدعوتها للأطراف اليمنية، تستشعر كل ذلك جيدا، ويعد تحركها إنعاشا حقيقا لاتفاق الرياض وباتت مقررة على حسم المعركة ضد مليشيات الحوثي كون الاتفاق يوحد كل القوات نحو جبهات القتال.
وفي الوقت ذاته يضع نهاية الانقلاب الحوثي حدا للمخططات الإخوانية وتلاعب قيادات التنظيم بالملف العسكري في جبهات الحرب وداخل المناطق المحررة، كما حدث من عمليات إرهابية مؤخرا خدمة لأطراف إقليمية تعادي المشروع العربي بالمنطقة، طبقا للمحلل السياسي.
ترجمة على الأرض
عضو التنظيم الوحدوي الناصري اليمني مجيب المقطري، يعتبر “اتفاق الرياض” مسارا وطنيا مثل انقاذا لتجاوز خلافات القوى المناهضة للانقلاب الحوثي واستكمال تنفيذ بنوده باتت ضرورة لتوحيد البيت الداخلي للشرعية وتعزيز الجبهة العسكرية والأمنية أمام تحديات وإرهاب منظم عابر للحدود.
ويشكل توقيت دعوة السعودية وترحيب الأطراف الموقعة على “اتفاق الرياض” في غاية الأهمية باعتبار ذلك قاعدة توافق يجمع عليها اليمنيين للحل السياسي الشامل ومفتاح للمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وإنقاذ البلاد من كارثة إنسانية وشيكة.
وقال المقطري في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إن ترحيب الحكومة والمجلس الانتقالي بدعوة السعودية يحتاج الى ترجمة عملية ضرورية لهذه المواقف المعلنة فلم يعد هناك حاجه لمزيد من التأخر في استكمال تنفيذ بقيه بنود “اتفاق الرياض”.
ومن شأن استكمال “اتفاق الرياض” أن يفتح مسارات جديدة للحكومة لمعالجة الوضع المعيشي والخدمي للناس وكذلك إعادة تطبيع الحياه في المحافظات المحررة بناءا على مخرجات تنفيد بقية بنود الاتفاق وإنهاء تنازع القرار الأمني والعسكري، وفقا للسياسي اليمني.
وأكد أن استكمال الاتفاق يمثل الفرصة الأخيرة لتوحيد القوى اليمنية في مواجهة الانقلاب الحوثي واي فشل لهذا الاتفاق لاسمح الله ستكون عواقبه وخيمة وسوف تستخدم المليشيات الخلايا الإرهابية والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في تصفية خصومها واحدا تلو الآخر حتى تحكم قبضتها على كل اليمن.
ومن الواضح أن هناك من لايريد لاتفاق الرياض ان تستكمل تنفيذ بنوده خصوصا الشق العسكري والأمني، وطبقا للمقطري، فكلما شهدت عدن نوعا من الاستقرار نرى محاولات لجرها للفوضى كون استقرار العاصمة لايخدم مشاريع هذه الأطراف.
وأوضح القيادي اليمني أن هذه الأطراف تارة تحشد على الجنوب وتارة تحاول زرع القلاقل ويهلل اعلامها لوحصل تفجير هنا أو اختلال صغير هناك يضاف لهذا التأجيج ما يعانيه وسائل الإعلام الرسمية بل وتصل للتدليس وبث سموم الفرقة والاتهامات لخدمة طرف واحد داخل منظومة الشرعية، مشددا على الحكومة بضرورة ضبط وسد هذه النافذة التي تعد سلاح ذو حدين.