الشبكة المدنية/ البيان
روى لاجئون أفارقة رحّلتهم ميليشيا الحوثي إلى مناطق سيطرة الحكومة، قصصاً من الفظائع والتنكيل الذي لاقوه على يد هذه الميليشيا قبل وصولهم إلى مدينة عدن مشياً على الأقدام، وأكدوا أن الميليشيا عرضت عليهم البقاء في مناطق سيطرتها مقابل سكوتهم على عمليات التنكيل التي تعرضوا لها، التي كان آخرها إحراق المئات منهم في معتقل يتبع إدارة الهجرة والجوازات.
وفي محيط مكاتب الأمم المتحدة في مدينة عدن تجمّع العشرات منهم هناك لمطالبة المنظمة الدولية بالوقوف إلى جانبهم في مطالبهم العادلة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في حادث إحراق أكثر من ثلاثمائة منهم داخل المعتقل، توفي منهم أكثر من سبعين لاجئاً. وينام هؤلاء حالياً تحت الأشجار القريبة من مكاتب الأمم المتحدة ووسط جزر الشوارع في وضع بائس جداً، ويعيشون على ما يتبرع به أصحاب المطاعم والسكان.
نساء منهكات
وتحت أشعة الشمس الحارقة تستلقي النساء المنكهات وقد تغطين بقطع قماشية، في انتظار تدخل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية لمساعدتهم إما في العودة إلى بلدهم أو البحث عن مكان آخر. ويقول أحدهم واسمه محمد إن الاعتصام الذي نفّذوه أمام مكتب الأمم المتحدة بصنعاء منذ ما بعد جريمة إحراق زملائهم تعرض لهجوم مسلّح على يد عناصر ميليشيا الحوثي فجر الجمعة بعد أن رفضوا عرضاً للحوثيين بالقبول بنتائج التحقيقات التي أجرتها الميليشيا والقبول بمبالغ التعويضات التي اعتمدتها.
وأضاف: بدأ الهجوم على الاعتصام منذ مساء الخميس الماضي من خلال اختطاف كل من قام بالدخول إلى دورة مياه أو ذهب لإحضار الأكل، وعند ساعات الفجر الأولى طوّقت الميليشيا المكان بعدد كبير من المسلّحين وهاجمت المعتصمين بالقنابل المسيلة للدموع والهراوات، كما أطلقت الرصاص الحي بكثافة في الهواء مسبّبة حالة من الرعب، حيث اعتدت على كثير منهم بالضرب، وقامت باعتقال نحو 283، ووضعتهم في شاحنات معدّة لنقل الأبقار، ونقلتهم إلى محافظة ذمار.
إقرار الترحيل
ووفق ما قال هؤلاء لـ «البيان» فإن ميليشيا الحوثي أدخلتهم أحد المعسكرات في ذمار وأجبرتهم على التوقيع على إقرارات بالموافقة على الترحيل، وقامت بعد ذلك بنقلهم إلى مديرية حيفان على حدود محافظة تعز مع محافظة لحج، حيث ألقت بهم هناك من دون ماء أو غذاء وغالبيتهم حفاة بعد أن تعرضوا للضرب والاعتقال أثناء فض اعتصامهم، وقد قطعوا الطريق مشياً على الأقدام، في حين قام بعض الخيّرين بنقل النساء والعاجزين بسياراتهم إلى مدينة عدن.
وتحت شجرة أمام مجمع مكاتب الأمم المتحدة تستلقي امرأة في العقد الثالث من العمر اسمها لينسا، وتقول بعربية ركيكة إنها حامل وقد تعرضت للضرب والمطاردة من الحوثيين حين كانت تشارك في الاعتصام، وتخشى أن يكون الجنين قد مات في بطنها لأنها لم تعد تشعر بحركته.
وقال قريبها إن «الحوثيين لم يتركوا أحداً إلا واعتدوا عليه.. ضربوا النساء ولاحقوهن في الشوارع بطريقة همجية»، وأشار إلى قدمه قائلاً «انظر كيف كسروا رجلي من شدة الضرب، يريدون أن نسكت على إحراق اللاجئين وننهي الاعتصام ونحن لن نسكت، لقد تعرض زملاؤنا لمحرقة».