الشبكة المدنية/ متابعات
تشن مليشيا الحوثي حرب تجويع ممنهجة تستهدف مصادر عيش الأقليات الدينية، خاصة الطائفة البهائية، في مناطق شمال اليمن غير المحررة.
وتحاول مليشيا الحوثي محاكاة إجراءات “القائمة السوداء” والتي كانت مدرجة فيها قبل أن تلغيها واشنطن، إذ حظرت أي تعاملات مالية لأبناء الأقليات الدينية من الطائفة “البهائية” في مناطق سيطرتها.
لائحة سوداء
وعلمت “العين الإخبارية” من مصادر حقوقية في صنعاء أن إدراج البهائيين على القائمة السوداء التي فرضتها مليشيا الحوثي، دخل حيز التنفيذ في فبراير/شباط الماضي بالتزامن مع حذف الإدارة الأمريكية الجديدة الانقلابيين من لائحة الإرهاب بعد ضغوط تزعم تأثر الوضع الإنساني وسلام البلد.
و”اللائحة السوداء” هي إجراءات عقابية حوثية صدرت من قبل ما يسمى “الحارس القضائي” و”البنك المركزي”، لكافة البنوك والمصارف والمؤسسات في مناطق الانقلابيين، وتمهد لمصادرة أموال وممتلكات الأقليات لصالح اقتصاد المليشيا الخفي.
وقالت المصادر إن الإجراءات الحوثية القاسية “بدأت بوضع أسماء كبار أعضاء الأقلية البهائية قبل أن تشمل جميع أفرادها في مارس/آذار الماضي”.
وتستهدف اللائحة الحوثية مصادر دخل البهائيين وخنق معيشتهم، لدفعهم إلى مغادرة البلاد أو الموت جوعا، إذ لا تستطيع عشرات العائلات العمل أو التعامل مع البنوك، أو حتى الحصول على مساعدات خارجية للعلاج أو استلام تكاليف السفر من الأقارب.
ونشرت المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين أحد الأدلة التي تثبت عدم تمكن أعضاء الطائفة من إجراء أي معاملة بنكية، وهي عبارة عن صورة لأحد الأوامر التنفيذية يعتقد أنها التقطت من نظام تحويل بنكي من أحد المصارف الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين.
وتظهر الصورة نافذة على شاشة الكمبيوتر توضح أن المتحدث باسم الأقلية البهائية “عبدالله يحيى عبدالله العلفي” مدرج على القائمة السوداء، لذا لا يمكن تنفيذ المعاملة المالية.
ووصفت المبادرة الحقوقية في تعليق مقتضب على حسابها في موقع “فيسبوك”، اللائحة السوداء بأنها “هجوم” يستهدف أرزاق آلاف البهائيين باليمن ويهدد حياتهم”، موضحة أن إدراج أعضاء الطائفة البهائية على اللائحة السوداء وتجميد أرصدتهم المالية وحظر تعاملاتهم المصرفية، تصعيد حوثي لاضطهاد الأقليات”.
وتعرضت الأقلية البهائية بما فيهم النساء والأطفال، لمئات الانتهاكات بدءا من الاعتقال وانتهاء بالإبادة الجماعية؛ تصنف من الجرائم ضد الإنسانية، وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الدولية، وفق مراقبين.
وتخضع مليشيا الحوثي في الوقت الحالي، نحو 24 شخصا من أعضاء الطائفة البهائية لمحكمة أمن الدولة المعنية بجرائم الإرهاب بصنعاء، بينهم 6 أشخاص أفرجت عنهم في السابق، بضغط حقوقي ودولي ونفتهم إلى خارج اليمن العام الماضي.
الأقلية اليهودية
واعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا استهداف مليشيا الحوثي للأقليات الدينية “محاولة للنيل من قيم العيش المشترك بين اليمنيين”.
وذكرت الحكومة على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني أن ممارسات مليشيا الحوثي بحق الطائفتين “اليهودية والبهائية” منذ نشأتها وصولا لانقلابها على الدولة أواخر 2014، تعكس نهج وثقافة وسلوك المليشيا تجاه الأقليات والحريات الدينية.
وكشف الوزير اليمني في سلسلة تدوينات على حسابه في موقع “تويتر”، أن آخر 3 أسر يهودية تركت مؤخرا البلاد إثر انتهاكات المليشيا الانقلابية التي مارست صنوف الاضطهاد بحق الأقلية اليهودية منذ نشأتها كحركة مسلحة في محافظة صعدة التي كانت أكبر موطن لهذه الأقلية.
وأوضح أن مليشيا الحوثي لا تزال تخفي قسرا “ليفي مرحبي” منذ 6 أعوام تعرض خلالها لشلل جزئي وعدة جلطات دماغية جراء التعذيب، بعد أن رفض طلب الحوثي مغادرة اليمن.
وحول إرهاب مليشيا الحوثي لـ”الطائفة البهائية”، قال الإرياني إن الانقلابيين اختطفوا العشرات من أعضاء الطائفة من منازلهم، ونهبوا ممتلكاتهم، ورحلوا بعضهم قسريا.
وطالب المسؤول اليمني المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، بالضغط على مليشيا الحوثي لوقف ممارساتها الإجرامية بحق الأقليات في مناطق سيطرتها.
كما دعا لمحاسبة المتورطين في الجرائم والانتهاكات على أساس الفكر أو الدين أو المعتقد، باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وتقدر تقارير دولية عدد أعضاء الطائفة البهائية في اليمن بنحو ألفي شخص، يتوزعون على مناطق يمنية عدة.
/ العين الإخبارية