الشبكة المدنية/ سكاي نيوز عربية
يعاني سكان محافظة تعز اليمنية، من ظروف معيشية صعبة مع قدوم شهر رمضان المبارك، بسبب الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على المدينة منذ 6 سنوات، وهو الأمر الذي انعكس على الأوضاع الاقتصادية في المدينة المحاصرة، وتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة كبيرة.
وعلاوة على تدهور سعر صرف الريال اليمني، يدفع اليمنيون مبالغ إضافية على المواد الغذائية بسبب الحصار، إذ يقول التجار إن الحصار الذي يفرضه الحوثيون، يجعلهم يبحثون عن طرق بديلة بعيدة جداً، علاوة على الإتاوات التي يدفعونها للنقاط المسلحة.
ويقول مواطنون في تعز، لموقع سكاي نيوز عربية، إن شهر رمضان امتداد لمعاناة السكان في المدينة طيلة العام بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه الحوثيين، علاوة على المخاوف من تفشي مرض الكوليرا بين السكان.
وتعد محافظة تعز (256) كم إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، الأولى من حيث عدد السكان في اليمن، إذ يشكل سكانها ما نسبته (12.2%) من سكان الجمهورية اليمنية، وتشهد المحافظة حربا منذ 6 سنوات بين الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة ومليشيا الحوثي الانقلابية التي تحاصر المدينة من جهة أخرى.
يقول علي محمد، الذي يملك أحد محلات المواد الغذائية في سوق الشنيني بالمدينة القديمة، إن الأوضاع مختلفة كثيرا عما قبل الحرب.
ويضيف محمد، لموقع سكاي نيوز عربية، أنهم كانوا يبدأون بالاستعداد لشهر رمضان قبله بشهرين ليتمكن التجار من تغطية احتياجات سكان المدينة، ولكن في السنوات الأخيرة تراجعت المبيعات كثيرا بسبب الحرب والحصار المفروض على المدينة الذي يمنع الزبائن من الوصول للسوق، وأصبح التاجر لا يوفر بعض الأصناف لارتفاع أسعارها، وضعف الإقبال من قبل المواطنين بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
الناشط الحقوقي اليمني حسان الياسري، يقول لموقع سكاي نيوز عربية، إنه من المؤسف جدا أن يأتي هذا الشهر الفضيل، بعد ست سنوات من الحرب، وتعز تعيش ماسي متفاقمة وأوضاع اقتصادية مزرية، وارتفاع فاحش في المواد الأساسية والغذائية، ناهيك عن الوضع المعيشي من جراء الحصار الحوثي المطبق على المدينة.
ويقول أحمد العسالي، من سكان المدينة القديمة في تعز، إن “سكان المدينة يستقبلون رمضان هذا العام بكثير من التعب، والسبب غلاء المعيشة وغلاء الأسعار، سعر جوال الدقيق وصل 24 ألف ريال يمني، يعني جوال دقيق، وجوال بر، تحتاجه الأسرة يكلف 44 ألف ريال، وأحيانا يصل إلى 60 أو 70 ألف ريال”.
وأضاف العسالي، لموقع سكاي نيوز عربية، أن السكان يعانون بشكل كبير من حصار مليشيات الحوثي ويؤثر هذا على ظروفهم المعيشية بشكل كبير، وكذلك الخوف من تفشي وباء كورونا.
كما يقول محمد القحطاني، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في تعز سببه جشع التجار، لافتاً إلى أن المواطنين في مدينة تعز يعيشون تحت حصار جماعة الحوثي، وتحت جشع التجار الذين يتلاعبون بالأسعار ويصنعون الأزمات.
وأضاف، لموقع سكاي نيوز عربية، أن الارتفاع في سعر الأرز والسكر والدقيق تعدى حدود المعقول، داعياً الجهات المعنية إلى تفعيل دور الرقابة وضبط التلاعب في الأسعار.
نائب مدير مكتب الصناعة والتجارة بتعز عدنان الحكيمي لـ”موقع سكاي نيوز عربية”، يقول إن ارتفاع سعر صرف “العملة الصعبة” سبب أزمة كبيرة في البلاد على كافة المستويات.
وأضاف: “هناك أسباب كثيرة لارتفاع الأسعار منها تدهور العملة المحلية والحرب المستمرة بالإضافة إلى صعوبة النقل في الطرقات الوعرة إلى مدينة تعز”.