الشبكة المدنية/ البيان
يتواصل الزخم الدولي والإقليمي تجاه الملف اليمني المتفاقم، حيث شهدت الأيام الأخيرة جهوداً إقليمية ودولية كبيرة للدفع بإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن إلا أنها جميعاً تصطدم حتى اللحظة بتعنت الميليشيا الحوثية واستمرار إصرارها على العمليات العسكرية والهجمات الصاروخية والطيران المسيّر، سواء في مأرب أم على المملكة العربية السعودية. فهل هناك إرادة حقيقية لكبح جماح الميليشيا وفرض خيار السلام عليها؟
وقال موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصادر مطلعة، أن عدداً من المشرعين الأمريكيين اجتمعوا أول من أمس، في «غرفة عمليات البيت الأبيض»، مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، لمناقشة الحرب في اليمن.
وبحسب «أكسيوس»، يعد هذا الاجتماع الأول من نوعه في البيت الأبيض مع مجموعة من المشرعين الذين انتقدوا علناً رفض الحوثيين السلام وتزايد القلق بشأن الأزمة الإنسانية في المنطقة، كما يعد إشارة إلى استعداد إدارة الرئيس بايدن لـ«حمل مخاوفهم على محمل الجد».
كان من بين الأعضاء الذين التقوا سوليفان، عضو مجلس النواب رو خانا الديمقراطي من كاليفورنيا، وعضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز، الذي تحدث أيضاً هاتفياً هذا الأسبوع مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ.
من جانبها، قالت المتحدثة الأمريكية باسم مجلس الأمن القومي، إميلي هورن، في بيان: «لن نعلق على لقاءات فردية، لكننا نتواصل بانتظام مع المشرعين بشأن التقدم الذي نحرزه على طريق التزامنا بإنهاء الحرب الكارثية في اليمن».
وبدأ ليندركينغ، الخميس، جولة في المنطقة، شملت المملكة العربية السعودية، كما التقى بمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن لمناقشة ضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتعزيز وقف إطلاق النار في المنطقة، إلى جانب قضايا أخرى.
وأوضحت الخارجية الأمريكية إن ليندركينغ «سيبني على التوافق الدولي على وقف هجوم الحوثيين على مأرب، الذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد الشعب اليمني».
وكان ليندركينغ وصف، الأسبوع الماضي، معركة مأرب بأنها أكبر تهديد منفرد لجهود السلام. وقال إن «دعم إيران لحركة الحوثي كبير جداً وفتاك».
واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليندركينغ، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، إذ استعرضا الجهود المشتركة المبذولة بشأن الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
كانت السعودية أعلنت في، مارس الماضي، مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن المبادرة تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي شامل، وتتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع عائدات الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني في الحديدة وفقاً لاتفاق استكهولم.
كما تشمل المبادرة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام عدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، والبدء في المشاورات بين الأطراف اليمنية من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قد أجرى خلال الأيام الماضية مباحثات في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري والتقى مع مسؤولين يمنيين، وأكد المبعوث الأممي في بيانه «أن إنهاء الحرب في اليمن سيساهم بشكل كبير في استقرار المنطقة وأمنها».