الشبكة المدنية/ المركز الإعلامي لألوية العمالقة
إجرامٌ بلا حدودٍ، صار عادة لمليشياتٍ لا تؤمن بالحياة، وتقتل كلَّ من يرفضها، حتى المدنيينَ العُزَّل؛ الذين يسيرون في الأرض بحثًا عن مصادر لقمة العيش، تطالهم أدوات الموت الحوثية الغادرة، بلا رحمة ولا رأفة.
حكاية مأساة؛ صنعتها مليشيات الموت الحوثية، بزراعتها ألغامًا في السهول والساحل الغربي، بمحافظة الحديدة، للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا المدنيين.
تحرَّرت مناطق كثيرة من قبضة الحوثيين، ولكنها تركت إرثًا دمويًا قمعيًا خلّف مآسي كثيرة للمواطنين، في معظم مديريات محافظة الحديدة المحررة، وهُنا قصة مؤلمة من ضمن آلاف القصص المأساويّة التي سببتها ألغام الحوثِيِّ؛ فقد انفجر لغمٌ حوثِيٌّ، وحطّم مستقبل أسرتينِ كانتا تعتمدان على أربابهما في الحصول على القوت اليومِيِّ في الاستمرار بالعيش الكريم! ذات يومٍ، وبينما كان الشقيقان: (علي ناصر ثابت جحبر) و(محمد ناصر جحبر)، من أبناء مديرية (حَيْس) يسيران في طريقهما نحو عملهما في صيد الأسماك، وفي أثناء عودتهما اتّجها إلى السوق؛ لبيع ما اصطاداه في مدينة (حَيْس)؛ ليجلبا لأسرتيهما ولأطفالهما ما يحتاجانه من مستلزمات الحياة، ولكنها أمنية لم تتحقق؛ فقد كان ينتظرهما لغمٌ حوثِيٌّ في طريق عودتهما، انفجر بهما فجأة، فمزَّق أجسادهما أشلاء متناثرة على قارعة طريق منطقة الكراح مزارع الدنين المتوسطة لمديرية الخوخة وحيس، وظلّت أسرتاهما تنتظران عودة مُعيليهما، ولم يصل إليهما القوت الذي كان الأطفال ينتظرونه، بل وصل إليهم خبر اغيالٍ غادرٍ لأبويهم …!.
المواطن (علي ناصر جحبر)، ربٌّ لأسرة تتكون من سبعة أفراد؛ بينهم أطفال، وأربع بنات وولد وزوجته، كلُّ هؤلاء كانوا ينتظرون عودته بفارغ الصبر؛ ليحضر لهم متطلباتهم، ولم يعلموا بأنَّ الموت كان هو الأسبق؛ ينتظر والدهم في طريق عودته بسبب اللُّغم الحوثِيِّ، ليحوِّل حياتهم إلى موتٍ وحزنٍ وحسرة.
والمواطن: (محمَّد ناصر صالح ثابت جحبر)، هو الآخر كان يعمل في الاصطياد وبيع الصيد إلى جانب أخيه، وربٌّ لأسرةٍ مكونةٍ من أربعة أفراد؛ بينهم طفلتان وزوجته، ولكنَّ اللُّغم الحوثِيَّ دمّر حياة أسرة أخرى كانت تقتات من يده.
زوجة الشهيد (محمَّد ناصر)، تروي لنا تفاصيل مقتل زوجها وأخيه تقول وبجانبها زوجة (علي ناصر): خرج زوجي إلى سوق الصيد، هو وأخوه علي لبيع الأسماك التي اصطادوها، ولكنَّ لغمًا حوثيًّا كان ينتظرهما في طريقهما، انفجر بهما وأخذهما من الحياة بطرفة عينٍ. وتسآلت زوجة (محمد ناصر)؛ ما الذنب الذي ارتكبه زوجي وأخوه؛ ليوضع لهما لغمٌ حوثيٌّ في طريق حياتهما؟!.
وأضافت، أصبحنا أرملتين وأولادنا يتامى؛ لا نجد من يعيلنا في هذه الحياة بعد رحيل زوجي وأخيه. لقد كان خبر انفجار اللُّغم وإطاحته بحياة الشقيقين فاجعة وصدمة كبيرة أصابت أسرتيهما؛ إذ فقدت المرأتان زوجيهما، وفجأة فقد الأطفال أبويهم، ومن كان يؤمِّن لهم عيش حياة كريمة؛ في ظلِّ ما خلَّفته حرب المليشيات الحوثيَّة من أوضاع مأساوية، وحين عجزت المليشيات عن الوقوف والتصدِّي للقوات المشتركة، انسحبت مخلِّفة وراءها ألغامًا ما زالت تودي بحياة المواطنين الأبرياء كلَّ يوم، وحوَّلت حياة الأهالي كابوسًا بجرائمها المتوالية.
وفي وقتٍ سابقٍ، كانت المليشيات قد قامت بتدمير منزل الشقيقينِ في مدينة (حَيْس)؛ ممَّا اضطرَّهم للنزوح إلى مديرية (الخوخة)، ولكنَّ أيادي الإجرام الحوثيّة عمَّقت جراحهم بقتلها أبوَي الأُسرتينِ في أثناء عملهم في تحصيل لقمة عيشهم، عن طريق مصدر رزقهم المتمثِّل في الاصطياد!