الشبكة المدنية/ متابعات
مصائب قوم عند قوم فوائد.. هكذا تؤمن مليشيا الحوثي التي أسالت دماء الفلسطينيين لعابها لجباية أموال على جثث القتلى.
فما إن اشتعلت شرارة التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، قبل أسبوع، سارعت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إلى إطلاق حملة جباية مالية بزعم دعم القدس.
حملة أثارت موجة غضب كبيرة لدى الشارع اليمني والأوساط السياسية والحقوقية والحكومية باعتبارها تتخذ من اسم فلسطين شماعة للمتاجرة ونهب أموال الفقراء.
فالحاصل بحسب مصادر محلية تحدثت لـ”العين الإخبارية”، هو فرض قيادات حوثية مبالغ كبيرة على التجار وبيوت المال والمؤسسات التجارية وحتى المحال التجارية الصغيرة ضمن حملة دشنتها قبل أيام تحت شعار “دعم القدس”.
كما حددت رقم حساب موحد في كل البنوك وشركات الصرافة تحت ذات الاسم، بالتزامن مع حملة دعائية واسعة لحث الفقراء للتبرع.
وأكد سياسيون وعسكريون في تصريحات منفصلة لـ”العين الإخبارية” أن التبرعات التي تفرضها المليشيا الحوثية تتحول للمجهود الحربي وتغذية آلة حربها ضد اليمنيين، فضلا عن تنمية استثمارات قياداتها التي وسعت نشاطها المالي في صنعاء بشكل كبير.
والسبت الماضي، حذرت حكومة اليمن مواطنيها في المناطق غير المحررة شمال البلاد من متاجرة مليشيات الحوثي بالقضية الفلسطينية بهدف جمع الأموال لتمويل جبهاتها الداخلية التي تشهد أعنف المعارك.
جبايات على نهج الإخوان
التبرعات الحوثية باسم فلسطين ليست بعيدة عن عمليات النهب التي مارسها إخوان اليمن باسم فلسطين طيلة العقود الماضية.
وهو ما فسره القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام يحيى العابد، بقوله إن الإخوان اتخذوا القدس شماعة لحشد التبرعات، وكان بعد كل حملة تظهر مشاريع استثمارية جديدة للجماعة في مجال الاصطياد البحري، أو الغزل والنسيج، وفتح الجامعات والمدارس الخاصة والمستشفيات، وفي مجال تبييض الأموال، وهو ذات النهج الحوثي حاليا.”
وأضاف العابد في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن “الشعب اليمني أصبح مستوعبا لنشاطات الجهات التي تتاجر بالدين وجمع التبرعات باسم الدين وفلسطين وسبق ذلك البوسنة والهرسك والشيشان، واستثمار كثير من الملفات الإنسانية لتضخيم أرصدة قياداتها ومشاريعها الخاصة”.
و”تمارس مليشيا الحوثي ذات المهمة من جمع الأموال لتعزيز أرصدتها بما فيه الاستثمار مؤخرا في شركات الصرافة والمولات التجارية والتي تكشف وجهة الأموال التي تنهبها تحت مسميات متعددة”، بحسب القيادي اليمني.
وأكد العابد أن جماعات الجباية باسم القدس لم تسلم ريالا واحدا في يوم من الأيام إلى فلسطين أو غزة، مستطردا “المليشيا خلقت أسماء عدة لجمع الأموال كالتبرع باسم الرسول والمولد النبوي، وتارة للحسين وللقدس ولقاسم سليماني ولأسر الشهداء ومؤخرا في رمضان باسم الزكاة وهي جباية أموال أصبحت جزءا من منظومة الكيان الحوثي للسيطرة على مقاليد الدولة شمالا”.
وأشار السياسي اليمني إلى إدراك الشعب هدف جبايات الحوثي وأنها تملك بعض رؤوس الأموال الداعمة لها وتبتز آخرين تحت قوة السلاح.
واعتبر أن الجماعة الانقلابية تقوم بذات ممارسات وكلاء إيران في لبنان والعراق وسوريا باتخاذ فلسطين والقدس يافطة فيما تقوم بتهديد أمن العرب والإقليم.
نهب الحوثي لجمعيات دعم فلسطين
وكشف العابد سيطرة مليشيات الحوثي على جمعية كنعان لفلسطين التي كانت من أهم الجمعيات الداعمة لأكثر من 10 آلاف فلسطيني باليمن، عبر الدعم الغذائي أو المنح الدراسية في الجامعات، وتنفيذ مشاريع إنسانية في غزة ونابلس.
لكن الجماعة الانقلابية نهبت مقرات هذه الجمعية وأصولها وأموالها وعينت إدارة حوثية لها، وقطعت كل الدعم الذي كان يقدم للفلسطينيين في اليمن، وفق ما أكده العابد.
كما نهب الحوثيون “خيمة المقاومة” التي كانت منبر القضايا العربية وفلسطين في صنعاء وحولتها إلى معسكر داخلي لها، بحسب القيادي اليمني.
الحوثي والإخوان.. الدرب واحد
ونقل الإخوان تجربتهم في استثمار عاطفة الشعب اليمني للمليشيات الحوثية منذ كانت جنينا يتخلق في المعطف الإخواني وحتى إيصالهم إلى صنعاء ليصبحوا اليوم أقرب إلى متنافسين أكثر من كونهم أطراف حرب، طبقا لمتحدث المنطقة العسكرية الرابعة بالجيش اليمني النقيب محمد النقيب.
وقال المسؤول العسكري لـ”العين الإخبارية”، إنه “باسم التبرع لتحرير القدس والأنشطة الخيرية المحلية والعابرة للحدود شيد الإخوان كبرى إمبراطوريتهم المالية وآلة إعلامية ضخمة وعلى ذات الدرب تسلك مليشيات الحوثي في الوقت الحالي”.
وأضاف “اليوم بات المواطن اليمني في مناطق سيطرة الحوثي مخير إما أن يثبت أنه مع هذه المليشيا بدفع ما يطلب منه من جبايات سواء باسم الأقصى أو المولد أو الزكاة، وإما يرفض ليواجه عواقبهم بتهمة الخيانة وهو الحال نفسه بالنسبة للمواطن في مناطق نفوذ الإخوان”.
لكن المتحدث العسكري يؤكد أن الشعب اليمني والأمة العربية يدركون جيدا مخططات هذه الكيانات وآخرها فوضى الربيع العربي التي أشعلها الإخوان في دول عربية لصالح وكلاء إيران.