الشبكة المدنية/ الحرة
يواجه اليمن ارتفاعا “مروعا” في حالات زواج الأطفال وتعذيب الزوجات القاصرات، وتقدر اليونسيف أن أكثر من 4 ملايين طفل تزوجوا قسرا في البلاد العام الماضي.
وقال تقرير أعدته “هيئة الإذاعة اليابانية” إن وضع الأطفال في اليمن ازداد سوءا منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2015، لأنها دفعت الأسر إلى مزيد من الفقر.
وتسببت الحرب، أيضا، في دفع عدد كبير من الآباء، غير القادرين على تغطية نفقات أطفالهم، إلى تزويج بناتهم الصغيرات مقابل مبلغ من المال، وفقا للتقرير.
ويكشف التقرير أن فتيات لا تتجاوز أعمارهن عشر سنوات يتم التخلي عنهن من قبل ذوويهن، الذين عادة ما يقومون باختيار العريس المناسب، الذي يجب أن يكون ميسورا.
تقول العنود شريان، التي نشأت في صنعاء وكانت تعيش حياة هادئة مع والدتها واختها الكبرى، إن كل ذلك تغير عندما بلغت سن الثانية عشرة، بعد أن أجبرت على الزواج من ابن عمها الذي يكبرها بـ20 عاما.
كانت والدة العنود تعاني من مرض خطير لذلك اعتقدت أن تزويج ابنتها مبكرا هو السبيل الوحيد لتأمين مستقبلها، حتى لو كانت زوجة ثانية.
توفيت الأم بعد فترة وجيزة، تاركة العنود أمام خيار وحيد يتمثل بالاعتماد على زوجها، لكن لم يمر وقت طويل حتى بدأ الزوج بالإساءة لها وتعنيفها وضربها.
كان يجرها من ملابسها ويقيدها بالسلاسل إلى عمود، ويضربها بعصا كل يوم تقريبا، حتى تفقد الوعي، وفقا للتقرير.
بعد عامين من الزواج، هربت العنود إلى أختها التي رأت الكدمات وعلامات الضرب والتعذيب على جسدها، ورغم ذلك ظلت تعيش في خوف دائم من أن يأتي زوجها يوما ما ليستعيدها.
وبالفعل تحقق ذلك، حيث جاء الرجل في أكتوبر الماضي إلى المنزل وحاول استعادتها بالقوة، وعندما رفضت ألقى بسائل حارق على وجهها، حيث يشتبه الأطباء في أن السائل كان حامض الكبريتيك.
منذ ذلك الحين، خضعت العنود لعدة عمليات ترقيع للجلد ولكن وجهها يعاني من أثار تشويخه شديدة كما أنها غير قادرة على فتح عينها اليسرى.
لم تقتصر آثار الهجوم على الجانب الجسدي، فقد عانت العنود من صدمة وتجد صعوبة في النوم وتبكي باستمرار، كما يؤكد الطبيب الذي يتولى رعايتها.
لا تزال العنود ترقد في المستشفى، فيما اعتقلت الشرطة زوجها في فبراير الماضي بتهمة الشروع بالقتل، ومع ذلك يرفض منحها الطلاق.
ووفقا لمنظمات تعنى بشؤون النساء في اليمن، بلغت مستويات العنف ضد الفتيات القاصرات المتزوجات مستويات عالية جدا مؤخرا.
ينقل التقرير عن اتحاد المرأة اليمنية، ومقره صنعاء، القول إنه يتلقى نحو 60 مكالمة في الشهر بخصوص الأزواج المسيئين، ومعظمها من زوجات قاصرات.
ويعاني اليمن منذ أكثر من ست سنوات من حرب بين حركة الحوثيين المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على معظم البلاد وتحالف بقيادة السعودية يدعم الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها في الجنوب.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص، معظمهم من المدنيين، ووصفت الأزمة الإنسانية التي تلت ذلك بأنها الأسوأ في العالم.
وتؤكد الأمم المتحدة أن النساء في اليمن يتعرضن لتمييز شديد في القانون والممارسة، حيث لا يمكنهن الزواج دون إذن ولي أمر ذكر، ولا يتمتعن بحقوق متساوية في الطلاق، أو الميراث، أو حضانة الأطفال.
وشددت أن انعدام الحماية القانونية يُعرض النساء للعنف المنزلي والجنسي، وأشرت إلى أن زواج الأطفال مستمر في هذا البلد، الذي لا يزال من دون حد أدنى لسن الزواج.