الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
حرص أطفال مدينة مأرب اليمنية، الخميس، على المشاركة في تشييع جثمان الطفلة “ليان”، أبرز ضحايا هجمات مليشيا الحوثي الصاروخية قبل أيام.
“ليان” التي تفحمت مع ووالدها في القصف الباليستي الحوثي على مأرب، شُيّع جثمانها المتفحم وسط صمت مهيب من الأطفال المشعيين، الذين حملوا شعارات ولافتات تعبر عن حجم الكارثة.
وبعثوا برسائل إلى العالم تتحدث عن وحشية المليشيات الانقلابية، وتعطشها لسفك الدماء، واستهداف الأطفال والمدنيين، وفق اللافتات التي رفعت خلال التشييع.
وطالب الأطفال أثناء التشييع الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة المنظمات المعنية بحقوق الطفولة بالعمل على وقف الإرهاب الحوثي ضدهم، مرددين شعارات مناهضة للصمت الدولي إزاء هذه الجرائم الإرهابية.
ورفع الأطفال المشاركون في التشييع صوراً للطفلة “ليان” قبل وفاتها وصوراً أخرى لجثتها المتفحمة في هذه المحرقة المروعة.
بالإضافة إلى لافتات تندد بالمحرقة، وصورا لأطفال قتلوا بصواريخ وقذائف مليشيات الحوثي التي استهدفت مدينة مأرب خلال الفترة الماضية.
وحمل الأطفال مجلس الأمن الدولي المسؤولية الكاملة عن ما يتعرضون له من جرائم حرب وإبادة طوال أكثر من 8 سنوات في عدد من المحافظات اليمنية.
كان الانقلابيون الحوثيون قد استهدفوا حيا مدنيا في منطقة الروضة بمأرب، بصاروخ بالستي وبطائرات مسيّرة؛ راح ضحيته 21 مدنيا، بينهم طفلان.
وانتقدت عدد من المنظمات الحقوقية المحلية تقاعس المجتمع الدولي عن حماية المدنيين من وحشية المليشيات الحوثية، محملين الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة في ظل استمرار تجاهل تلك الانتهاكات الواسعة ضد المدنيين، مما يجعلهم شركاء في تلك الجرائم.
ومساء أمس الأربعاء، نفذ العشرات من الأطفال، وقفة تضامنية رمزية بالشموع أمام منزل أسرة الطفلة ليان طاهر، في مدينة مأرب اليمنية.
وندد الصغار بالمحرقة المروعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية بهجوم صاروخي وجوي مزدوج على محطة وقود، في حي الروضة شمالي مدينة مأرب، والذي خلف إلى جانب “ليان” البالغة 5 سنوات، 20 قتيلا وعدد من الجرحى.
وعبر الأطفال خلال وقفتهم عن مخاوفهم من أن تطالهم صواريخ الميليشيات وطائراتها المفخخة التي تطلقها باستمرار باتجاه الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في مدينة مأرب.
ودعوا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل المنظمات المعنية بالطفولة إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتدخل العاجل لوضع حد للجرائم والانتهاكات الحوثية المستمرة بحقهم.
وقوبلت المجزرة البشعة باستنكار حقوقي ودولي واسع، اعتبرها “جريمة حرب مكتملة الأركان”، والتشديد على أهمية سرعة التحرك الدولي لوقف هذه الجرائم الحوثية وملاحقة مرتكبيها.
وطالب عدد من منظمات المجتمع المدني في محافظة مأرب في بيان مشترك، الخميس، من النائب العام بسرعة التحقيق في المحرقة الحوثية الأخيرة في مدينة مأرب وإحالة ملف القضية إلى القضاء المحلي والدولي لمحاكمة كافة المجرمين المتورطين فيها على جريمتهم النكراء ولو بعد حين.
وحذر البيان من تبعات وآثار ونتائج الجرائم والانتهاكات الحوثية الممنهجة بحق المدنيين في محافظة مأرب وفي مقدمتهم النساء والأطفال.
وحمل قيادة المليشيات كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن جرائم العنف والقتل والتنكيل وكافة الانتهاكات المرتكبة عمداً بحق الطفولة والمدنيين في محافظة مأرب على مدى السنوات الماضية.