الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
20 هجوما بمسيرات حوثية مفخخة ضد أعيان مدنية سعودية خلال أسبوع، من بينها 17 هجوما خلال أمس السبت وهجوما استهدف مدرسة بعسير.
ويرى مراقبون أن تصاعد الهجمات الإرهابية الحوثية على السعودية، يضع المجتمع الدولي أمام ضرورة مراجعة حساباته في التعامل مع الملف اليمني، والبحث عن آليات فعالة وبدائل جديدة وعملية لردع تلك الجماعات وداعميها.
وترسل الهجمات الأخيرة، في توقيتها، رسائل خطيرة مفادها تحدي الإرادة الدولية وجهود الإدارة الأمريكية لإحلال السلام في اليمن، خصوصا أنها تأتي بعد يومين من زيارة المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج للسعودية لبحث وقف إطلاق نار شامل في كل أنحاء اليمن.
كما يأتي التصعيد بعد أيام من إدانة المشاركين في جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، استمرار التصعيد العسكري والانتهاكات الحوثية، داعين لوقفه بشكل فوري.تصعيد يؤكد أن الميلشيات الحوثية ترفض السلام ولا ترغب في حل سياسي لحل الأزمة اليمنية، بل ترغب في البقاء في المعادلة اليمنية لنهب ثروات البلاد وشن حروب بالوكالة عن إيران في المنطقة وتخريب البلاد.
إصرار المليشيات الحوثية وداعمهيم على نفس النهج، استدعى الحكومة الشرعية اليمنية ودول الخليج لمطالبة المجتمع الدولي مجددا ” بتحمل مسؤولياته اتجاه هذه الأعمال الإرهابية والجهات التي تدعمها، وتكثيف الجهود لمنع تهريب الأسلحة إلى هذه المليشيات”.
وإزاء هذا التصعيد المتواصل، اتهم الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، مليشيا الحوثي بـ”التعنت” ضد وقف إطلاق النار والحل السياسي في اليمن.
وفي تغريدة له عبر “تويتر”، الأحد، أكد قرقاش أن الاستهداف المتكرّر للمدنيين يتطلب موقفًا ضاغطًا وصلبًا من المجتمع الدولي.
وتعقيبا منه على تدمير التحالف العربي 17 طائرة مسيرة، اعتبر المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات “مليشيات الحوثي العقبة الأساسية لإنهاء الحرب في اليمن”.
تصعيد متواصل
وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، السبت، تدمير 17 مسيرة مفخخة أطلقتها مليشيات الحوثي تجاه المملكة خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع الهجمات الحوثية إلى 20 هجوما خلال الأسبوع الأخير.
كان من بين تلك الهجمات استهداف مليشيات الحوثي الانقلابية، الأحد الماضي، مدرسة في مدينة عسير السعودية بطائرة بدون طيار مفخخة سقطت بشكل مباشر على سطح المدرسة، وتسببت في أضرار دون وقوع إصابات، بحسب بيان، مديرية الدفاع المدني السعودي في المدينة.
ودأبت مليشيا الحوثي على استهداف المدنيين في السعودية بالصواريخ أو الطائرات المفخخة التي تتمكن قوات التحالف من اعتراضها وتدميرها.
ولاقت هجمات الحوثي على المناطق المدنية إدانات عربية ودولية، مؤكدين أن استمرارها يقوض حل الأزمة اليمنية.
هجمات تؤكد أن السجل الأسود في استهداف المدنيين ازداد دموية وعنفا، في مؤشر واضح على أن الحوثيين أساؤوا فهم وتفسير تحركات المجتمع الدولي بشأن تعاملها مع الملف اليمني.
جهود دولية
يأتي هذا التصعيد وسط جهود متواصلة من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، يدعمها تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، لوقف إطلاق النار وإحلال السلام في اليمن.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أعاد نهاية أبريل/نيسان الماضي التأكيد على أن مبادرة السلام التي طرحتها المملكة ما زالت قائمة، داعيا الحوثيين إلى وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات، في تصريحات تؤكد سعي المملكة لتحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة.
وبين أنه: “ليست هناك دولة في العالم تقبل بوجود مليشيا على حدودها، هذا غير مقبول للسعودية، وغير مقبول لدول المنطقة، وأيضاً غير مقبول للشرعية في اليمن”.
وتابع: “نتمنى أن يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات مع جميع الأقطاب اليمنية للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن، وتضمن مصالح دول المنطقة”.
وفي مارس/ آذار الماضي، أعلنت السعودية عن مبادرة للسلام في اليمن تضمنت وقفا شاملا لإطلاق النار وتخفيف قيود شحنات الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء بإشراف من التحالف والأمم المتحدة واستئناف العملية السياسية.
جهود كانت محل إشادة أمريكية ودولية على الدوام، وقبل أيام أشادت الخارجية الأمريكية بجهود المملكة العربية السعودية في دفع عملية السلام باليمن، مشيرة إلى أن اتفاق الرياض يُعد ضروريًا للاستقرار والأمن في اليمن.
كما طالب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من بلادهم زيادة الضغط لوقف انتهاكات جماعة الحوثي في اليمن، مؤكدين أن تراجع الاهتمام الدولي يجعل الحوثيين يفلتون من العقاب، ويغريهم بارتكاب فظائع أكبر.
ووفقاً لبيان رسمي، بعث عدد من الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي، الإثنين 14 يونيو الماضي، من بينهم جيم ريش عضو لجنة العلاقات الخارجية، وتود يونغ عضو اللجنة المشرفة على الشرق الأوسط، برسالة إلى السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، تطالبها بلفت الانتباه الدولي إلى “الانتهاكات العنيفة لحقوق الإنسان التي تمارسها جماعة الحوثي المدعومة من إيران بحق الشعب اليمني”.
والخميس الماضي، أكدت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية، أن وقف إطلاق النار الخطوة الأولى نحو التوصل لحل نهائي للأزمة اليمنية.
وقالت جيرالدين جريفيث إن هجمات مليشيات الحوثي ضد الأراضي السعودية والمدنيين في اليمن غير مقبولة على الإطلاق.
واتهمت مليشيات الحوثي بالمملكة في تطبيق وقف إطلاق النار باليمن، مؤكدة أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس مزيدًا من الوسائل للضغط على مليشيات الحوثي.
مطالب بسرعة التحرك
والأربعاء، أكد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، خلال استقباله المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج ، أن مليشيا الحوثي تصعد استهدافها للمدنيين مع كل تحركات نحو السلام، والتي كان آخرها الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها في مأرب بالتزامن مع زيارة وفد من سلطنة عمان إلى صنعاء.
واعتبر رئيس الحكومة اليمنية التصعيد الحوثي ردا عمليا على كل الجهود الأممية والدولية، وشدد على أن أي مسار سلام ينبغي أن يبدأ بوقف إطلاق نار حقيقي، والتزام كامل بمقتضيات السلام بإشراف ورعاية أممية ودولية حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن اللقاء.
وفي اليوم التالي، حمّل المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، الخميس، ميليشيا الحوثي الانقلابية مسؤولية فشل الجهود الرامية لإحلال السلام ووقف إراقة الدم في اليمن.
وندد ليندركينغ بشدة، خلال لقائه وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، باستمرار هجمات الحوثيين على المدنيين، مؤكداً موقف بلاده من أن “لا حل عسكريا للصراع في اليمن”.
وأشار إلى أن الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار يمثل ضرورة أساسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية.
وأكد وزير الخارجية اليمني أن السبيل الوحيد للوصول إلى السلام الدائم والشامل يتمثل في وقف التدخل الإيراني ولجم عدوان الميليشيات الحوثية على الشعب اليمني.
وأشاد وزير الخارجية اليمني بالقرار الأمريكي المتعلق بإضافة عدد من الكيانات والأفراد التي تعمل ضمن شبكة تهريب مدعومة من إيران لجمع ملايين الدولارات لصالح الميليشيات الحوثية إلى قائمة العقوبات.
في السياق نفسه، أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الأربعاء، أن جميع مبادرات السلام اصطدمت بتعنت ميليشيات الحوثي.
وشدد على حاجة اليمن إلى تضامن عربي كامل وشامل لوقف تدخلات إيران ومشروعها التدميري بالمنطقة.
اصطفاف خليجي
رؤية الشرعية اليمنية لردع الحوثيين وإيران الداعمة لها، تتوافق أيضا مع الرؤية الخليجية لحل تلك الأزمة.
وفي هذا الصدد، حذر المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ 148، الأربعاء الماضي، على أن استمرار الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، في الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية بإطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المفخخة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية والموانئ البحرية والجوية والمنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، وإطلاق القوارب المفخخة والمسيّرة، يمثل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي، وخطراً على حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وأكد وقوف دول مجلس التعاون صفاً واحداً مع المملكة العربية السعودية ضد هذ العمليات، ودعم كافة ما تتخذه من اجراءات لحماية أمنها واستقراراها ومصالحها، ومساندتها للحق المشروع لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية.
وطالب المجلس الوزاري المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته اتجاه هذه الأعمال الإرهابية والجهات التي تدعمها، وتكثيف الجهود لمنع تهريب الأسلحة إلى هذه الميليشيات، مشيداً بكفاءة قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في اعتراض تلك الصواريخ والطائرات المسيرة، والتصدي لها والتي بلغت أكثر من (367) صاروخاً باليستياً، و(602) طائرة ( حتى يوم الأربعاء الماضي).
وفي ظل توافق واتفاق الرؤى الإقليمية والدولية والحكومة الشرعية اليمنية مع ما أكد عليه الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، بشأن “تعنت” مليشيا الحوثي ضد وقف إطلاق النار والحل السياسي في اليمن وأنها “العقبة الأساسية لإنهاء الحرب في اليمن”، فيبقى توحيد الجهود نحو” موقف ضاغط وصلب من المجتمع الدولي” عبر آليات جديدة وجهود جادة وتحركات سريعة.