الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
من ربيع ساحات الانتفاضة إلى جحيم الحوثي، وجدت المرأة اليمنية نفسها تواجه مليشيات أكلت أخضر عمرها، وتجنّت عليها حتى بالنصر الموهوم.
ومؤخرا شنّت عناصر متشددة تابعة لمليشيا الحوثي حملة لمطاردة النساء في مقاهي العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لـ”الحاكم الإيراني”.
وأغلقت مليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية عددا من المقاهي الشهيرة وسط مدينة صنعاء بذريعة وجود نساء يدخنّ الشيشة، بزعم أنهن “يؤخرن النصر”، حسب تبريرات الحوثيين للهزائم التي يتكبدونها.
ونقل مصدر محلي لـ”العين الإخبارية” إفادات شهود عيان حول اقتحام الحوثيين مقاهي مخصصة للنساء قبل أيام والإساءة لهن وطردهن.
وجاء في إحدى الإفادات أن الحوثيين اقتحموا مقهى “بوينت” الخاص بالنساء وسط صنعاء، وأجبروا النساء على المغادرة، وبعد إغلاق المقهى حذروا مالكه: “ممنوع الشيشة للنساء”.
وفي واقعة أخرى كان مسرحها كافيه “زهرة الليمون” قام المسلحون الحوثيون باقتحام المكان وإغلاقه بعد إلقاء عظة تتوعد العاملين في المقهى.
ويرى الحوثيون أن خروج المرأة وزينتها ولباسها، بغير المعايير التي يحددها زعيم المليشيا التابع لإيران، هي من أسباب الهزائم العسكرية المذلة التي تتلقاها.
وسبق أن شن الحوثيون حملات متطرفة ضد زي الطالبات وتسريحات الشعر، ولمنع عمل النساء في المطاعم ومنع وسائل تنظيم الأسرة، إضافة إلى قائمة مطولة مماثلة لممارسات تنظيم داعش الإرهابي.
شماعة الهزائم
ووفق الناشطة اليمنية، منال أحمد، فإن الإجراءات الحوثية التعسفية ضد المرأة اليمنية هي دليل على حالة الضعف والوهن التي وصلت إليها المليشيا الانقلابية.
وقالت في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إن الحوثي جعل من المرأة شماعة لتبرير هزائمه بعدما عجز عن وقف نشاط الحرائر اليمنيات، رغم إصدار أحكام إعدام إرهابية بحق سجينات ومعارضات.
وأشارت الناشطة الحقوقية إلى أن العقيدة الحوثية تزخر بالأفكار التي تزدري وتحتقر المرأة باعتبارها من “سقط المتاع”، وحصر دورها في إنجاب مزيد من المقاتلين وتربيتهم ليكونوا حطبا لمحارق الموت الحوثية.
كتائب نسوية
ومؤخرا، أنشأ الحوثيون كتيبة نسائية جديدة تختص بمراقبة ملابس النساء في أماكن إقامة المناسبات وقاعات الأعراس، وأُطلق عليها مسمى “البتول”.
كتيبة “البتول” تم تدشينها ضمن كتائب الأمن النسائي لمليشيا الحوثي أو ما يعرف بـ”الزينبيات”، وبدأت المليشيات مؤخرا بتدريب ما يزيد على 100 امرأة على استخدام السلاح وفنون القتال، والمداهمات والاقتحامات للحارات والمنازل والصالات، وتم استقطاب قوام الكتيبة خلال دورات طائفية سابقة من ريف محافظتي صنعاء وحجة.
وأوكلت المليشيا الحوثية مهمة تجهيز وتدريب وقيادة الكتيبة المستحدثة إلى قيادات نسائية أبرزهن أم عقيل الشامي، وأم محمد جحاف.
وتزامن إنشاء الكتيبة مع إصدار مليشيا الحوثي تعميما قضى بمنع الفنانين من حضور المناسبات والأعراس التي تقام في المدن الواقعة تحت سيطرتها.