الشبكة المدنية/ البيان
لا تزال ميليشيا الحوثي تراهن على إشعال المعارك في جبهات القتال، بما يجهض الآمال الدولية في التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدء مساعي إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار، إذ طغت أصداء المعارك في مختلف الجبهات، والتي لم تجن منها الميليشيا سوى المزيد من الهزائم والانكسارات.
وحرصت الحكومة اليمينة وتحالف دعم الشرعية، على تقديم التنازلات في سبيل تخفيف الأعباء الإنسانية عن ملايين اليمنيين وقبول خطة السلام الأممية والتقدم بمبادرة لوقف شامل للقتال وإعادة تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء وتسهيل تدفع الوقود عبر ميناء الحديدة، وتدخل وسطاء دوليون لإقناع الميليشيا باقتناص الفرصة والقبول بالخطة كي تتمكن الأطراف اليمنية من الدخول في محادثات سياسية شاملة إلا أنها رفضت ذلك.
طريق مسدود
ومع وصول جهود الوسطاء الدوليين والإقليميين إلى طريق مسدود وإصرار ميليشيات الحوثي على التصعيد العسكري وتكثيف هجومها على محافظة مأرب التي تأوي اكثر من مليون نازح وفيها حقول إنتاج النفط والغاز، تراجع الحديث عن جهود السلام واتجهت الأنظار إلى جبهات القتال حيث تخوض القوات الحكومية المستمدة بمقاتلات التحالف معارك فاصلة مع الميليشيا بدأتها بالهزيمة الكبيرة في غرب مأرب والتي دفعت خلالها ميليشيا الحوثي المئات من عناصرها إلى جانب الخسائر الكبيرة في المعدات والأسلحة.
ونتيجة لإصرار الميليشيا على خيار التصعيد العسكري، فإن قبائل محافظة الجوف دخلت أيضاً على خط المواجهة مع ميليشيا الحوثي وتخوض مواجهات عنيفة معها في اكثر من مديرية، وهو أمر جعل أحاديث القتال ووجهة المعارك تطغى على ما كان من أحاديث عن استحقاقات السلام وقرب تحقيقه، وسط قناعة راسخة لدى غالبية اليمنيين بأن هذه الميليشيا سبب إطالة معاناته وبأنها العائق الوحيد أمام التوصل إلى سلام وإنهاء الحرب.
وفي حين اشتدت المعارك في جبهات مأرب والجوف والبيضاء والساحل الغربي تزداد الأوضاع الإنسانية سوءاً حيث قدرت المنظمة الدولية للهجرة أن 6804 أسر (40.824 فردًا) نزحوا لمرة واحدة على الأقل خلال الأسبوع الأخير من 27 يونيو، إلى 3 يوليو الجاري، ورصدت أكبر حالات النزوح في مأرب (56 أسرة )، والحديدة 53 أسرة، والضالع 25 أسرة.