الشبكة المدنية/ متابعات
اعترف أسرى حوثيون بأن قيادات المليشيا الانقلابية تنكرت لهم، ورفضت مبادلتهم بأسرى الحرب لـ”أسباب عنصرية”.
والتقت “العين الإخبارية” عددا من الأسرى الحوثيين، الذين سقطوا خلال المعارك الأخيرة في جبهة الحازمية بمحافظة البيضاء وسط اليمن، حيث أكد 3 منهم أن المليشيا المدعومة إيرانيا لا تعترف بهم بعد أسرهم.
وأوضح الأسرى أنهم تواصلوا مع قياداتهم عقب وقوعهم في أسر المقاومة الشعبية، لأجل ضمهم في صفقة تبادل، لكن تم إبلاغهم من قبل قيادات المليشيا الحوثية بالحرف الواحد: “لا نعرفكم”.
وأضافوا أنهم حاولوا التواصل مع قياداتهم في مليشيا الحوثي عدة مرات، وفي كل مرة يتم إنكارهم، لأنهم يريدون منهم أن يقاتلوا حتى الموت وليس الوقوع في الأسر.
وأشار الأسرى الحوثيون إلى أنهم وقعوا في قبضة قوات المقاومة الشعبية في جبهة الحازمية، نتيجة التحشيد العشوائي إلى جبهات القتال التابعة لمليشيا الحوثي.
ولفتوا إلى أن أغلب المسلحين الحوثيين الجدد تم الزج بهم إلى الجبهات دون أي تدريب مسبق ودون معرفتهم بجغرافية المنطقة.
وقال الأسرى الحوثيون الثلاثة لـ”العين الإخبارية”: إنهم ضلوا طريقهم، لأنهم لا يعرفون جغرافية المنطقة التي دخلوها لأول مرة، مشيرين إلى أن طريقة معرفتهم للاتجاهات والطرق بدائية جدا.
وأضافوا أن الكثير من عناصر المليشيا الحوثية يخطئون طريقهم ويقعون في الأسر بسبب عدم معرفتهم بالطرق وطبيعة الأرض.
وأوضح المأسورون المنتمون إلى محافظتي إب وحجة، أن أسباب عدم الاعتراف بهم لا علاقة له بطريقة وقوعهم في الأسر، وإنما لأسباب عنصرية وسلالية بحتة.
زنابيل وقناديل
وإمعانا في العنصرية تصف مليشيا الحوثي عناصرها من القبائل اليمنية بـ”الزنابيل”، وهو وصف احتقار، بينما تنعت مسلحيها من الأسر التي تنتسب إلى السلالة الهاشمية بـ”القناديل”.
وصنف “القناديل” لهم الأولوية في ضم أسمائهم لصفقات التبادل، على حساب “الزنابيل”، بحسب التعبئة الطائفية للمليشيا.
وأكد مصدر مطلع على صفقات تبادل الأسرى، أن مليشيا الحوثي تقوم بمبادلة قياداتها وعناصرها من الأسر السلالية مقابل أعداد كبيرة من الأسرى لديها.
وأوضح المصدر لـ”العين الإخبارية” أن المليشيا الحوثية تهدف من خلال ممارساتها المخلة بتوازن صفقات التبادل، لتكريس ما يسمى “الاصطفاء الإلهي”، ولتأكيد أن الأسر السلالية أفضل عرقيا من القبائل اليمنية.
وتلجأ المليشيا الانقلابية لإنكار وقوع أسرى من مقاتليها “غير المنتمين للسلالة”، لكي لا تضطر لمبادلتهم، وادخار ما لديها من الأسرى لأجل السلاليين، بحسب المصدر.
في السياق، ذكر الأسرى الحوثيون أنهم يتلقون معاملة جيدة، لدى أسرهم في الطرف الآخر، بخلاف ما كانت مليشيا الحوثي تروج له، مطالبين قياداتهم بوقف الحرب ضد اليمنيين.
ودعا الأسرى في حديثهم لـ”العين الإخبارية” قرناءهم من مسلحي الحوثي إلى الاعتبار مما حصل لهم، ووضع السلاح وترك القتال في صفوف المليشيا الانقلابية، والعودة إلى أراضيهم ومزارعهم وأعمالهم.