الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
ما أن تحلق مسيّرات الحوثي الاستطلاعية أعلى الأحياء السكنية غربي اليمن، حتى تنهال القذائف المدفعية على رؤوس المدنيين.
هكذا أصبح صوت تحليق طائرات الحوثي الاستطلاعية يوميا في سماء المناطق المحررة بمحافظة الحديدة، إعلانا عن بدء مجزرة جديدة، ونذير شؤم يرعب المدنيين الذين يتوقعون أن يكونوا ضحايا لمجزرة مقبلة.
وتخلت طائرات الاستطلاع الحوثية عن مهامها العسكرية إلى حد كبير، بعد نجاح مضادات طيران القوات المشتركة في التصدي لها دائما، لتتفرغ لرصد الأحياء السكنية والأعيان المدنية وتجمعات المدني، وغالبا ما تتزامن عمليات الرصد مع قصف مدفعي يذهب ضحيته الأبرياء.
ومنذ توقيع اتفاق ستوكهولم لوقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة في ديسمبر/كانون الأول 2018، ازدادت وتيرة تحليق طائرات الاستطلاع الحوثية بشكل غير مسبوق نجم عنه عشرات المجازر المروعة بحق المدنيين.
وتهدف مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا إلى تعطيل الحياة في المناطق المحررة، وذلك من خلال تعقب التجمعات السكانية ورصد إحداثياتها للمدفعية بدقة عالية، وفق خبراء عسكريين.
وتمتلك مليشيا الحوثي الإرهابية مخزونا كبيرا من الطائرات الاستطلاعية المهربة برا وبحرا، عبر أجزاء صغيرة مفككة، ما يشكل تهديدا بالغ الخطورة.
فاتورة ستوكهولم
ويرى العميد عبدالله محمد معيمرة، أن استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة محاولة للتنفيس والانتقام عن الضربات الموجعة التي تتلقاها المليشيا الانقلابية في ميدان المعركة.
وقال العميد عبد الله معيمرة القيادي في الجيش اليمني لـ”العين الإخبارية”، إن مليشيا الحوثي لم تكن لتتمكن من ارتكاب ذلك العدد الهائل من الجرائم لولا اتفاقية ستوكولهم، مؤكدا أنه كان هدية للحوثيين تم فيها تحييد سلاح الطيران الحربي الذي أرعبهم وأرهبهم ونكل بهم.
وأوضح أن الأسلحة الثقيلة باتت تتحرك في الساحل الغربي بكل سهولة، بعد أن كان يصعب تواجد وتحرك المدفعية والكاتيوشا والدبابات في الساحل، وأصبح الحوثي ينكل ويضرب بها المدن والقرى يوميا.
ويؤكد العميد معيمرة، أن “اتفاقية ستوكهولم جاءت وبالا على سكان محافظة الحديدة خصوصا والساحل الغربي عموما، فقد كانت القوات المشتركة في عمق مدينة الحديدة ولكن تدخل الاتفاق أوقف تحرير الحديدة وأنقذ الحوثيين”.
وقال في حديثه لـ”العين الإخبارية”: “نحن الآن أمام حرب إيرانية مباشرة بقيادة الجنرال حسن إيرلو مندوب الحرس الثوري في صنعاء تستخدم فيها إيران كل أدواتها القذرة وأسلحتها المتطورة، وأهمها الصواريخ والطائرات المسيرة والتي أصبحت متنفسهم الوحيد للتنكيل وإرهاب اليمنيين”.
وأضاف أن “المواجهات تغيرت بعد دخول إيران مباشرة بقيادة حسن إيرلو وخبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، الذين تكتظ بهم صنعاء ومختلف الجبهات على امتداد اليمن”.
واستدرك قائلا: “لكن مرتزقة إيران تناسوا أنهم في اليمن، مقبرة الغزاة، فلن تخيف الشعب اليمني صواريخهم ولا طائراتهم”.
تهجير قسري
وتعد مديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة من أكثر المناطق تضررا جراء الهجمات الحوثية بالطائرات المسيرة والقذائف المدفعية.
وقال مدير مكتب حقوق الإنسان في المديرية، أحمد بلعوص عتيق لـ”العين الإخبارية”، إن الهجمات الحوثية عبر الطيران المسير والقصف المدفعي ضمن خروقاتها للهدنة هي جرائم تهجير قسري للمدنيين.
وصرح عتيق أن عدد الغارات التي شنها الحوثيون على المناطق المحررة في الدريهمي خلال شهري يونيو ويوليو، وصلت إلى أكثر من 20 قذيفة أسقطها الطيران المسير و7 قذائف مدفعية استهدفت أحياء سكنية مكتظة.
وأشار إلى أن الغارات الحوثية المتواصلة سببت زحمة سكانية في مناطق الدريهمي المحررة لم تشهدها من قبل، حيث بلغ عدد النازحين في هذه المناطق 6500 أسرة نازحة في مناطق متفرقه في المديرية فرارا من انتهاكات الحوثيين.
ولفت أيضا إلى تواجد أكثر من 10 ألف نسمة من السكان العائدين إلى منازلهم، يعيشون جميعا حالة من الرعب بسبب المسيرات الحوثية.
ووجه مسؤول حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي نداء إنسانيا عبر “العين الإخبارية” قائلا، إن الخروقات الحوثية المتوالية أعاقت العمل الإنساني للمنظمات ما تسبب في وضع كارثي، حيث تمتنع المنظمات الدولية من الدخول إلى المنطقة بحجة أنها ليست آمنة.
وأضاف أن الانتهاكات الحوثية تسببت في مفاقمة الوضع الإنساني على نحو قاسٍ، يدفع فيه الأطفال المرتعبين الثمن الأكبر.