الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
تعددت أدوات الإرهاب باليمن، لكن الهدف واحد وهو النيل من أمن هذا البلد، وتصفية خصوم رباعي الموت من الحوثي والإخوان والقاعدة وداعش.
وبات المشهد أكثر وضوحا عقب المحاولة الإرهابية التي استهدفت اغتيال محافظ عدن الذي يوصف بـ”رجل الدولة الصلب” أحمد لملس، ومعه وزير الزراعة والثروة السمكية سالم السقطري، أمس الأحد.
محاولةٌ أكدت للعالم مجددا، أن حرب الإرهاب والانقلاب ليست سهلة ولن تتوقف دون القضاء على البنية التي تغذي شبح الدماء ممثلا بالحوثي والإخوان.
ويجمع سياسيون يمنيون على أن العمليات الانتحارية الإرهابية التي نُفذت ضد القادة والمسؤولين اليمنيين، تخدم أهداف مشتركة تجتمع تحت مظلتها أجندة ومخططات مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان الإرهابيين.
وعملية الأمس، ليست الأولى التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن، إذ سبق وأن تعرضت منذ تحريرها من مليشيات الحوثي 2015، لسلسلة عمليات استهدفت جميعها بث رسائل للداخل والخارج مفادها أن عدن غير آمنة لتكون معقلا للحكومة المعترف بها دوليا.
عمليات كانت أبرزها تلك التي اغتالت محافظ عدن الأسبق اللواء جعفر محمد سعد، أواخر 2015، بالإضافة إلى أخرى طالت قادة آخرين، أحدثها التفجير الإرهابي الذي أودى بقائد جبهة الحازمية العميد موسى المشدلي، الشهر الماضي.
غطاء لإرهاب الحوثي
يقول السياسي البارز وسفير اليمن في لندن، ياسين سعيد نعمان، إن “المخطط هو التغطية على جرائم الحرب الحوثية، وإيصال رسائل خاطئة للعالم بخصوص ما يبثه الحوثي من مغالطات عن حربه مع الإرهاب في المناطق المحررة”.
وأوضح المسؤول اليمني في منشور على حسابه في موقع “فيسبوك”، طالعته “العين الإخبارية”، أن “قوى الإرهاب وجدت في عدن باعتبارها العاصمة المؤقتة المكان الذي يمكن أن تصل فيه رسائلها إلى كل العالم”.
وتحدث نعمان عن الأدوات التي تستخدم في تنفيذ هذا المخطط الإجرامي، مؤكدا أنها “نفس الأدوات التي سلكت هذا الطريق منذ فجر الوحدة”، في إشارة إلى عمليات الاغتيال التي طالت كوادر الحزب الاشتراكي من قبل عناصر إخوانية متطرفة.
ولفت إلى أن تلك الأدوات “لم تتوقف منذ ذلك التاريخ مع تغيير لون السياسة ومحتوى الفتوى وشخصية المنفذ”.
وأضاف نعمان أنه “منذ أن اخترقت إيران هذه المنظومة الإرهابية في تسعينيات القرن الماضي، وأعادت بناء منطلقات فكرية وسياسية معها تؤمن لها توظيف جزء كبير منها ، فقد أصبح اليمن مرتعاً لأعمال تخادم يستفيد منها الحوثي في حربه على اليمن”.
ولفت إلى أن الشواهد كثيرة على هذه الحقيقة :”سنكتفي بهذا القدر الآن، آملين أن نسمع الأصوات التي طالما حرضت على العنف، أن تضع نفسها خارج هذا المجرى الملتبس بكارثة التخادم”.
إرهاب انتقائي
من جانبه، يشير الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسين لقور، إلى أن الإرهاب لم يستهدف إلا اليمنيين المناهضين لمليشيات الحوثي والإخوان.
وقال لقور في حديث مع “العين الإخبارية”، “لم نكن نعرف التطرف الديني و الإرهاب إلا مع وصول جحافل مقاتلي الإخوان”.
وعدد المحلل السياسي آليات تفخيخ الإخوان لجنوب اليمن منها أنهم “استطاعوا أن يبنوا منظومة متكاملة من الفرق والخلايا الإرهابية، وتم تسخيرها أولا لكي يوصموا الجنوب بوجود نشاط إرهابي، وثانيا لكي يتم استخدام هؤلاء المجرمين لتنفيذ تصفيات تستهدف جنوبيين من مستويات سياسية وقيادات عسكرية مختلفة”.
لذلك -يضيف لقور- “لم نسمع أن قائدا أو مسؤولا إخوانيا أو حوثيا، ووزيرا كان أو محافظا، تعرض لعملية إرهابية انتحارية أو مفخخة، فقط نسمع أنه يتم اصطيادهم بالدرونز الأمريكية وفق قائمة الإرهاب.”