الشبكة المدنية/ متابعات
ما حدث في مديريات مأرب عملية تسليم واستلام بين الحوثيين والإخوان.
كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن نقاشات تجري بين التحالف العربي والحكومة اليمنية حول خيارات تحرير المديريات التي سيطرت عليها الميليشيات الحوثية في محافظة شبوة، في ظل مؤشرات على سعي الجماعة لتوسيع دائرة نفوذها العسكري في المحافظة الجنوبية بالتزامن مع الهجمات التي تشنها على محافظة مأرب المجاورة.
وقالت المصادر إن هناك مخاوف من تزايد الاختراق الحوثي في شبوة ووجود عناصر موالية للحوثيين على خلفية ارتباطات “عرقية”، إلى جانب تسرب معلومات عن اتصالات غير معلنة بين بعض قيادات الإخوان في المحافظة وقيادات حوثية، قد تفضي إلى تسليم المزيد من المديريات المتاخمة لمحافظة مأرب، كما حدث في بيحان وعسيلان وعين وحريب.
وحذرت المصادر من غياب أيّ استراتيجية للتعامل مع الخطر الحوثي من قبل القيادة المحلية والعسكرية الإخوانية المعنية في محافظة شبوة والتي لم تبد أيّ ردة فعل بعد سقوط عدد من مديريات شبوة في قبضة الميليشيات الحوثية دون مقاومة تذكر.
وأشارت مصادر “العرب” إلى أن التحالف العربي يناقش خيارات للتدخل المباشر والدفع بقوات من خارج شبوة، بما فيها قوات الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح، للمشاركة في تحرير المديريات التي سيطرت عليها الميليشيات الحوثية واستباق وإحباط أيّ محاولات قد تتم لتسليم مناطق أخرى للحوثيين، إما نتيجة حسابات خاصة لبعض القيادات الإخوانية في المحافظة أو نكاية بالتحالف العربي بقيادة السعودية.
وأضافت المصادر أن قيادة التحالف العربي تراقب تطورات الأحداث عن كثب في محافظتي مأرب وشبوة بعد تصاعد دعوات لإعلاميين محسوبين على الإخوان يقيمون في تركيا تطالب الإخوان بتسليم المحافظتين للجماعة الحوثية.
ورفض الإخوان في وقت سابق أيّ مشاركة في معارك قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي التي يقودها العميد طارق صالح في مأرب. وأظهر تسجيل مرئي ضابطا في المقاومة الوطنية وهو يعرض على وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي إرسال ستة ألوية عسكرية من الساحل الغربي للمشاركة في التصدي للهجمات الحوثية.
كما كشفت قيادات في المجلس الوطني عن رفض محافظ شبوة محمد بن عيدو عرضا مشابها تقدمت به قوات النخبة الشبوانية للمشاركة في تحرير المناطق التي سقطت في قبضة الميليشيات الحوثية.
وفي تصريح لـ”العرب” وصف رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في محافظة شبوة علي أحمد الجبواني ما حدث في مديريات بيحان بأنه “عملية تسليم واستلام بين ميليشيات الحوثي وميليشيات الإخوان”، محذّرا من تكرار ما حدث في بيحان في محافظة شبوة بشكل عام ومحافظات أخرى ضمن استراتيجية لنقل الصراع إلى الجنوب وإسقاطه بيد هذه الجماعات.
واعتبر الجبواني أن “الرهان على ميليشيات الإخوان لتحرير شبوة أو غيرها رهان خاسر”، وأن ما يشاع عن مواجهات ميدانية واستعادة مناطق في بيحان ترويج إعلامي يهدف إلى الحصول على المزيد من الأموال والسلاح.
وتابع “تحرير شبوة سيكون من خلال أبنائها وقبائلها ومقاومتنا الجنوبية وندعو التحالف العربي إلى المساندة والحيلولة دون استمرار المسرحيات التي نشاهدها اليوم والتي ستؤدي إلى تسليم شبوة للحوثي كما سلّمت نهم والجوف والبيضاء”.
من جهته أكد المرجع القبلي في محافظة شبوة الشيخ لحمر بن لسود العولقي في تصريح لـ”العرب” أن “تنفيذ اتفاق الرياض سيشكل حماية لشبوة وبقية المحافظات ويمنع سقوط الجبهات والمديريات بيد ميليشيات الحوثيين بهذه الطريقة التي لا يمكن وصفها إلا بالتسليم والاستلام بين حزب الإصلاح الإخواني والحوثيين”.
وأضاف “لهذا عرقلوا تنفيذ اتفاق الرياض وسعوا لتمزيق وحدة الصف في شبوة واستهداف النخبة الشبوانية ولا زالت سجون الإخوان تمتلئ برجال المقاومة الجنوبية وقوات النخبة”.
ولفت العولقي إلى أن “الظروف القائمة مواتية لتنفيذ اتفاق الرياض دون تأخير وقطع الطريق على تمكين الحوثي من تحقيق المزيد من الاختراقات في شبوة أو أبين حيث لن يحمي مناطق الجنوب سوى القوات الجنوبية التي هزمت الحوثي في 2015 وأمنتها من الإرهاب”.
وفي تطور لافت اتهم العميد علي صالح الكليبي القائد السابق للواء الـ19 مشاة بمحور بيحان، حزب الإصلاح بالتخطيط لاستنزاف التحالف ماديا وإفشاله عسكريا من خلال مخطط قال إنه بدأ بتسليم بيحان سلما ولن يتوقف إلا بتسليم شبوة لقوات صنعاء. وقال الكليبي في تسجيل مصور إن حزب الإصلاح تآمر على الوحدات العسكرية القوية وخصوصا اللواء الـ19 لتنفيذ هذا المخطط.
وفي تغريدة على تويتر تعليقا على تداعيات الأوضاع في شبوة، كتب عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي “قوات الإخوان لا تستعيد شيئا بعد خسارته ونهم والجوف والبيضاء ومأرب مثال على ذلك. ومن لم يقاتل على أرضه في صنعاء وذمار وعمران والجوف لن يقاتل ويضحّي للحفاظ على شبوة وحضرموت أو أيّ شبرٍ في الجنوب. يا تحالف يكفي كذبا واستنزافا ومسرحيات وانسحابات ومهازل إخوانية أضاعت الشمال وباتت تهدد الجنوب”.
وفي تصريح لـ”العرب” وصف الباحث السياسي اليمني سعيد بكران الوضع العسكري في شبوة بأنه “حساس وصعب للغاية”.
وعن الأسباب الحقيقية لسقوط عدد من مديريات المحافظة أضاف “القوات التي تنسب إلى الشرعية لها دور لا يخرج عن حالتين فيما يخص تسليم بيحان؛ إما حال الخيانة وسياسة الابتزاز للسعودية أو حال الفشل وعدم الجهوزية بسبب الطريقة الفاسدة التي تشكلت بها هذه القوات والأسس الحزبية التنظيمية وفي كلا الحالين هذه القوات تشكل خطرا استراتيجيا على ما تبقّى من شبوة ولا يجب التعويل عليها ولا الثقة بها في خوض أيّ معركة”.
وتابع “علينا الحديث اليوم عن حماية ما تبقّى من شبوة أولا وتحصينه بوحدة اجتماعية وقبلية قبل أن نتحدث عن تحرير بيحان، وهذه المهمة لن تنجح بوجود هذه السلطة التنظيمية المؤدلجة التي تخدم أجندات التنظيم الدولي أولا قبل أيّ أهداف شبوانية وطنية أو أهداف عربية قومية”.
واعتبر بكران أن الخطر الحقيقي اليوم الذي يهدد باقي شبوة بالحصول على مصير بيحان ليس من قدرات الحوثيين الخارقة وإنما من اتفاقات التنظيم الدولي للإخوان مع إيران وتبعية سلطة شبوة للقيادة الدولية للتنظيم.
وأضاف “ما لم يتدارك التحالف العربي الموقف في شبوة بجدية وتحرك حقيقي يضع في عين الاعتبار التهديد الذي تشكله سلطة الإخوان في شبوة وتشكيلاتها العسكرية فنحن مقدمون على تكرار لسيناريو بيحان مرة أخرى”.