الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
دفع المدنيون اليمنيون وبخاصة الأطفال فاتورة ثقيلة خلال الـ 5 أيام الماضية إثر سلسلة من الهجمات الصاروخية والتفجيرات الإرهابية.
وارتكبت مليشيات الحوثي أكثر من 4 مجازر دموية في مأرب وتعز والضالع، فيما خلف تفجير إرهابي بسيارة مفخخة استهدفت بوابة مطار عدن الخارجية حصيلة ثقيلة من الضحايا في توحش غير مسبوق للتنظيمات الإرهابية والحوثية.
وبحسب حصيلة تتبعتها “العين الإخبارية”، فإن أكثر من 90 مدنيا بينهم نساء وأطفال سقطوا قتلى وجرحى في الهجمات الإرهابية التي نفذها الحوثيون وقوى الشر بحق الشعب اليمني خلال أيام “الخميس، والجمعة، والسبت، والأحد، وفجر اليوم الإثنين”.
ومن المتوقع أن تكون الحصيلة أعلى بكثير من ذلك، إذ تعد هذه الأرقام للإحصائيات الرسمية الأولية المعلنة للمجازر الدموية.
واستخدمت مليشيات الحوثي في هجومين داميين 3 صواريخ باليستية وهجومين آخرين القذائف المدفعية، فيما استخدمت التنظيمات الإرهابية تفجير السيارات المفخخة عن بعد في استهداف أمن مناطق اليمن المحررة.
مجازر العمود بمأرب
وتعتبر المجازر الدموية التي ارتكبها الحوثيون في بلدة “العمود” في مديرية الجوبة جنوب محافظة مأرب شرق اليمن أحد أخطر الهجمات الانتقامية الطائفية، إذ طالت منزل زعيم قبلي ومركز تعليمي لرجل دين بارز.
وقصفت مليشيات الحوثي منزل الزعيم القبلي “عبداللطيف نمران المرادي” بصاروخ باليستي، أدى لتدمير المنزل كليا ومجزرة دامية بحق النساء والأطفال من أسرة نمران.
وسجلت آخر حصيلة رسمية للهجوم المروع أكثر من 13 قتيلا وعشرات الجرحى بينهم اثنين مصابين بجروح بالغة الخطورة.
وتكررت ذات المأساة، فجر الإثنين، عندما قصفت مليشيات الحوثي الإرهابية بصاروخين باليستيين مسجدا ومركز “دار الحديث” التابع لرجل الدين البارز “يحيى الحجوري”، في بلدة “العمود” بمديرية الجوبة جنوبي مأرب.
وسقط في هذا الهجوم الدموي أكثر من 30 قتيلا وجريحا من المدنيين في حصيلة أولية رسمية، فيما نشر نشطاء صور صادمة لأشلاء الضحايا بعد أن اخترقت صواريخ مليشيات الحوثي طوابق المبنى التعليمي الـ3 ودمرت مسجدا مجاورا.
وطبقا لمصادر محلية لـ”العين الإخبارية”، فإن جميع الضحايا الذين سقطوا كانوا طلابا مع عائلاتهم يسكنوا المركز الديني المختص بتحفيظ القرآن الكريم، وذلك في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية للمليشيات الحوثية المدعومة من نظام إيران.
مجازر الطفولة بتعز وعدن
وفي مجزرة أخرى، قتل 3 أطفال من أسرة واحدة وأصيب 3 آخرين في هجوم مدفعي لمليشيات الحوثي استهدف حي “جامع الخير” في منطقة الكنب شرق مدينة تعز (جنوب).
وفي حادثة أخرى، انفجر مقذوف من مخلفات المليشيات جوار مدرسة الحمزة الثانوية في محافظة الضالع (جنوب) ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 4 أطفال آخرين بجروح خطيرة.
وخلافا عن الهجمات الحوثية، شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة، السبت الماضي، أحد أعنف الأعمال الإرهابية عندما استهدف تفجير إرهابي بسيارة مفخخة مطار عدن الدولي.
وخلف هذا التفجير الوحشي الذي فشل في تعطيل مطار عدن عن أكثر من 5 قتلى بينهم امرأتين وإصابة أكثر من 25 آخرين، غالبيتهم أطفال، بحسب الإحصائيات الصحية والأمنية لسلطات عدن.
ولم يتبن هذا التفجير الدامي أي جماعة إرهابية حتى اللحظة لكن بيان للانتقالي الجنوبي حمل حينها المسؤولية خلايا مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان الإرهابي في المناطق المحررة.
تنديد يمني ودولي
ولاقت تلك الهجمات الدموية عاصفة تنديد يمنية وعربية ودولية، واعتبرت استهدافا ممنهجا ضد المواقع المحمية بموجب القانون الدولي. ونددت منظمة أنقذوا الأطفال البريطانية، الإثنين، بهجوم مليشيات الحوثي على مركز ديني في مأرب قائلة :”نشعر بالرعب من أنباء مقتل 29 مدنيا ، معظمهم من الطلاب، في هجوم واحد في مأرب ألحق الضرر أيضًا بموقع محمي بموجب القانون الدولي.
ودعت المنظمة في بيان، حصلت “العين الإخبارية”، نسخة منه، مليشيات الحوثي على احترام القانون الدولي وتجنيب المواقع الدينية والبنية التحتية المدنية الضرر والدمار واتخاذ جميع الاحتياطات لحماية الأطفال وأسرهم في مأرب.
من جانبها، انتقدت الحكومة اليمنية الصمت الدولي المطبق واعتبرته “غير مفهوم ولا مبرر” تجاه هذه المجازر المروعة.
وقالت إن “المساجد ودور العبادة هي الأماكن الآمنة بحكم حرمتها وقدسيتها وكل القوانين والأديان تضع لدور العبادة حقها وحرمتها على مدى التاريخ البشري، إلا أن المليشيات الحوثية الإرهابية لم تترك لشيء حرمته بل استباحت كل المحرمات في الشرائع والأديان السماوية”.
وأشارت الحكومة على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني إلى أن مليشيات الحوثي ارتكبت سلسلة من جرائم القتل الممنهج للمدنيين خلال الأيام الماضية خصوصا في محافظات مأرب وتعز وراح ضحيتها الأبرياء من نساء وأطفال، إثر القصف المتعمد للتجمعات السكانية من منازل ومساجد ومعاهد.
وطالب المسؤول اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان، بالقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية وإدانة ووقف جرائم القتل اليومي للمدنيين.
كما طالب بملاحقة ومحاسبة المسؤولين من قيادات مليشيات الحوثي وعناصرها عن الجرائم باعتبارهم “مجرمي حرب”.