الشبكة المدنية/ متابعات
أعادت مليشيات الحوثي استعمال نهج طهران قبل أربعة عقود في ابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام رهائن من سفارتها.
المليشيات الموالية لطهران تعاملت مع الإدانات الأمريكية الأخيرة للهجمات الحوثية على مأرب، وعقوبات مجلس الأمن بحق قياداتها الإرهابية، بطريقة تشبه الأسلوب الإيراني، عبر اعتقال رهائن ومساومة واشنطن عليهم.
فالاقتحام الأخير لمبنى السفارة الأمريكية بصنعاء، والذي قامت به المليشيات، واعتقلت على إثره نحو 25 شخصا من العاملين في السفارة، معظمهم من حراس المبنى، يأتي في إطار “الابتزاز السياسي” الذي ينتهجه الحوثيون، وفقا لتأكيدات سياسيين يمنيين.
ابتزاز مفضوح
ويؤكد وكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية، عبداللطيف الفجير، أن ما تقوم به مليشيات الحوثي حاليا من اقتحام للسفارة الأمريكية في العاصمة المحتلة صنعاء، هي حركة مفضوحة من قبل الحوثيين ومحاولة ابتزاز المجتمع الدولي.
وقال الفجير لـ”العين الإخبارية”: إن هذه الممارسات الحوثية تأتي بعد القرارات الأخيرة والتنديد الأمريكي باقتحام مأرب من قبل المليشيات المدعومة إيرانيا، وإدانة ذلك من قبل المبعوث الأمريكي عند لقاءاته قيادات في الحكومة الشرعية.
ويضيف السياسي اليمني أن الدعوات الأممية والدولية للانقلابيين بإيقاف التصعيد في محافظة مأرب، والعودة إلى مبادرات السلام واستئناف عمليات الحوار، تتسبب بإزعاج المليشيات؛ كونها لا تريد حوارا ولا سلاما؛ لأنها تعتاش على دماء اليمنيين.
من جانبه أكد المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الوزراء اليمني، الدكتور علي الصراري، أن مليشيات الحوثي لم تكن بحاجة لاقتحام السفارة الأميركية بصنعاء.
وأوضح الدكتور الصراري في تصريحات صحفية، رصدتها “العين الإخبارية” أن الولايات المتحدة تقدم خدمات كثيرة للحوثيين؛ نتيجة ضعفها السياسي، وهو ما جعلها عرضة للابتزاز.
وأضاف السياسي اليمني أن الضعف الذي تمارسه الولايات المتحدة مع مجيء (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، يعرض كرامة أمريكا “للإهانة”، بحسب وصفه.
مطالبات الكونجرس
وكان عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي قد طالبوا بإعادة وضع مليشيات الحوثي على قائمة الإرهاب، وذلك بعد تأكيد وزارة الخارجية أن الحوثيين اعتقلوا عددا من الموظفين السابقين بالسفارة الأميركية بصنعاء.
وفي تغريدة على “تويتر”، قال عضو الكونجرس الأميركي دان كرينشاو، إن الحوثيين المدعومين من إيران اقتحموا السفارة الأمريكية في اليمن واحتجزوا رهائن، مضيفا: “لكن في غضون شهر من تولي جو بايدن الرئاسة قام بشطب الجماعة من قائمة الإرهاب”.
كما شدد على أن تلك الخطوة أظهرت ضعف الولايات المتحدة تجاه أعدائها، وفق تعبيره، مضيفا أن لعملية الخطف هذه “ثمن رهيب لإظهار الضعف لأعدائنا”.
وجاءت تلك المطالبة، بعد أن دعت الولايات المتحدة، الخميس، مليشيات الحوثي إلى إخلاء مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنية، مشددة على ضرورة الإفراج الفوري عن موظفين يمنيين فيها.
وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها في اليمن خلال عام 2015، بعد اجتياح الانقلابيين الحوثيين العاصمة اليمنية صنعاء، متسببين بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وفقا لتقارير منظمات الأمم المتحدة.
ورغم رحيل الدبلوماسيين الأمريكيين من اليمن إلى الولايات المتحدة، استمر بعض الموظفين اليمنيين في العمل من المنزل أو كحراس أمن في السفارة، حتى تعرضوا للاعتقال والاحتجاز من قبل المليشيات مؤخرا.