الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
“مآتم مؤجلة”.. هكذا تبدو الأعراس الجماعية التي تقيمها مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها شمالي اليمن.
وتسعى المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا، هذا العام، إلى استقطاب آلاف الشباب من الأسر الفقيرة، من خلال تنظيم الأعراس الجماعية، بالأموال التي نهبتها ما يسمى “هيئة الزكاة” الحوثية.
ودشن الحوثيون مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري ما سمي “العرس الجماعي الثاني” لنحو 7 آلاف ومئتي شاب بصنعاء فضلا عن فعاليات طائفية في جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلاب، غلب عليها طابع الجنائز.
وتضمنت الأعراس الحوثية طقوسًا غريبة منها زيارة مقابر قتلى المليشيات والاحتفال على المقابر، وهو ما اعتبره ناشطون بأنه استعجال للعرسان للتوجه إلى جبهات القتال لسد مكان أصحاب القبور.
تعويض النزيف
وتهدف الأعراس الجماعية التي ينظمها الحوثيون إلى تعويض الخسائر البشرية المخيفة لهجمات مليشيات الحوثي البرية ذات الكلفة البشرية المرتفعة.
وأقرت مليشيات الحوثي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمقتل 14 ألفا و700 مقاتل تابع لها منذ يونيو/حزيران لهذا العام، لكن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني شكك في الرقم، مؤكدًا أن الخسائر تتجاوز هذه الحصيلة بكثير.
وتؤكد مصادر محلية لـ”العين الإخبارية” أن الأعراس الجماعية دفعت بمئات الشباب اليمني العاطل إلى الانضمام لصفوف الحوثيين، على أمل أن يتم ضم أسمائهم إلى تلك الأعراس.
كما ضمت قوائم الأعراس الحوثية أسماءً للاجئين من جنسيات أفريقية مختلفة، يقدرون بمئة شخص وآخرين من المهمشين أو كما أطلقت عليهم “أحفاد بلال” وهو اسم لإحدى فرقها القتالية.
يأتي ذلك في ظل عجز الحوثيين عن حشد مزيد من المقاتلين بالتزامن من توسع حالة الرفض داخل القبائل اليمنية ضد الزج بأبنائهم في محارق الموت.
وسيلة للحشد
تعتقد الجماعات الدينية المتطرفة كمليشيات الحوثي أن الانفجار السكاني أمر ضروري لاستمرار حروبها اللانهائية.
وقال هاشم لـ”العين الإخبارية” إن محاربة الحوثيين لوسائل تنظيم الأسرة يأتي في هذا السياق، حيث تعد الزيادة السكانية غير المنظمة إحدى الاستراتيجيات الحوثية طويلة الأمد لحشد المقاتلين.
وأكد أن الفقر والبطالة والأوضاع المعيشية البائسة، التي يتسبب بها الانفجار، تدفع بالشباب إلى خيار انتحاري كالانضمام لمليشيات الحوثي.
مصيدة حوثية
من جانبه، يرى الناشط اليمني إبراهيم بكيرة أن استعجال مليشيات الحوثي لهذه الاحتفالات وعدم انتظار فترة الإجازة الصيفية التي عادة ما تشهد حفلات الزفاف، مؤشر على حدة التأزم في قدرة الحوثيين على استمرار تدفق الأمواج البشرية واعتمادها لنصب الفخاخ لاستقطاب الشباب.
وقال بكيرة لـ”العين الإخبارية” بلهجة لا تخلو من السخرية، إن الثقافة المحلية غربي اليمن حيث تسمى الأعراس “محاضر”، اعتادت التهكم على الأعراس التي تقام في الشتاء، مستعيرا المثل الشعبي “ما يمحضر في الكوانين إلا المجانين”.