الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
تتزاحم في سجلات المنظمات الراصدة للانتهاكات حصيلة مرعبة من الجرائم الإرهابية التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المدنيين داخل وخارج اليمن.
إرهاب مليشيات الحوثي لم يقتصر على فئة يمنية أو طائفة أو شريحة مجتمعية بل طالت كل اليمنيين دون استثناء حتى الذين يقضون عقوبات في السجون بمناطق الحكومة الشرعية لم يسلموا من هذه الجرائم وقذائف مليشيات الحوثي.
اختطافات وإخفاء قسري واعتقالات تعسفية وقطع طرقات واستخدام المدنيين دروعا بشرية وحصار مدن وقصف نازحين بالصواريخ وتفخيخ ممرات وحتى بيوت الله حولتها المليشيات الحوثية إلى مقرات وثكنات عسكرية وفجرت كثيرا منها.
ولعل هذا السجل الدموي الناضح بالوحشية والإجرام، تجاوز كل الخطوط الحمراء وسط صمت دولي وتهاون من منظمات دولية وحقوقية معنية بإعلان مواقف صارمة من هكذا جرائم مشهودة وموثقة.
أحدث جرائم الإرهاب الحوثي جاءت على لسان القيادي الإرهابي عبدالقادر المرتضى رئيس ما يسمى لجنة الأسرى للانقلاب والذي كشف عن استخدام مليشياته 3 آلاف أسير دروعا بشرية داخل معسكر الأمن المركزي بصنعاء.
ويكشف حديث القيادي الحوثي المرتضى عن فداحة الجرم الذي تقترفه المليشيات بوضع عدد كبير من أسرى الحرب في معسكر غير مؤهل لبقاء حتى 200 فرد وليس 3 آلاف أسير.
كما يستخدم المعسكر نفسه كمخازن للصواريخ الباليستية وورش للطيران المسير ومعرضا للقصف في أي وقت كهدف مشروع وفق القانون الدولي.
انتهاك للقوانين
وتجرم القوانين الدولية وضع الأسرى في منشآت عسكرية خاضعه للقصف، حيث نصت اتفاقية جنيف 4 على حظر استغلال أو استخدام الخاضعين لحماية اتفاقيات جنيف كدروع بشرية بهدف تحصين المواقع العسكرية من الهجمات المضادة.
كما تلزم القوانين والبروتوكولات الدولية أطراف النزاع المسلح بإعلان أماكن احتجاز أسرى الحرب ووضع علامات واضحة لتمييز معسكرات أسرى الحرب يكتب عليها الحروف PW أو PG وهي الحروف الأولى من عبارة “أسرى الحرب” Prisoners of war أوPrisonniers de guerre حسب اتفاقية جنيف 3.
ويعد إعلان مليشيات الحوثي عن حشرها 3 آلاف أسير داخل معسكر الأمن المركزي في صنعاء، تهديدا صريحا بقتل الأسرى وقصف مقرات احتجازهم وإلصاق التهمة بالتحالف العربي ما لم تضعهم المليشيات كدروع بشرية في معسكرات تعد هدفا مشروعا للعمليات العسكرية للتحالف العربي.
وسبق أن وضعت المليشيات الحوثية الأسرى دروعا بشرية في معسكراتها المعرضة للقصف والتي تستخدمها لنشاطاتها العسكرية وتخزين السلاح والذخيرة والصواريخ الباليستية وسقط كثير من الأسرى ضحايا همجية المليشيات الحوثية وإرهابها المستمر.
جريمة حرب
وقد قوبلت تصريحات القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى حول المعتقلين باستهجان شعبي وسياسي واسع.
ودعا نائب رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية ناصر باجيل، المجتمع الدولي إلى إلزام مليشيا الحوثي بإطلاق جميع الأسرى تنفيذا لاتفاق ستوكهولم.
وأكد باجيل وهو برلماني يمني بارز في بيان أن اعتراف ميليشيات الحوثي بوجود أكثر من 3 آلاف سجين داخل معتقل سري بمعسكر الأمن المركزي بصنعاء دليل واضح على ما ترتكبه من جرائم بحق اليمنيين وهمجيتها في استخدام 3 آلاف معتقل كدروع.
من جانبه، قال وزير الاعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الارياني إن اعتراف مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة للنظام الإيراني باحتجاز 3 آلاف من الأسرى والمختطفين في أحد المواقع العسكرية بصنعاء، تعد جريمة حرب.
وأضاف أن هذا الاعتراف دليل إدانة على استمرار مليشيات الحوثي في استخدام المدنيين بمن فيهم الأسرى والمختطفين دروعاً بشرياً في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
وحمل المسؤول اليمني المليشيات المسؤولية الكاملة عن سلامة آلاف المختطفين في المعتقلات المستحدثة في مواقع عسكرية، داعيا المجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على الحوثيين لوقف هذه الجرائم وتنفيذ اتفاق الأسرى والمختطفين على قاعدة (الكل مقابل الكل) بموجب اتفاق ستوكهولم.