الشبكة المدنية/ استطلاع – مريم بارحمة
مشاركون في ورشة “واقع النظام التعليمي وسبل إصلاحه:
المناهج لا تواكب مخرجات العصر الحديث والمعلم والمتعلم محرومين من أبسط حقوقهم
بالعلم والتعليم تبني الأمم حضارتها ومستقبل أجيالها، وكان جنوبنا الحبيب يتصدر الدول العربية في الجزيرة والخليج اهتمانا بالتعليم في ظل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتعرض لتدمير ممنهج بعد الوحدة المشؤومة وأستمر التدمير بشكل متسارع بعد حرب صيف 1994م.
وتولي قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي اهتمام واضح وكبير لإصلاح التعليم والرفع من مستوى التعليم لانتشال التعليم وإصلاحه وتستطلع صحيفة النقابي الجنوبي آراء عدد نخبة من الأكاديميين والتربويين المشاركين بالورشة العلمية: “واقع النظام التعليمي وسبل إصلاحه” التي نظمتها مؤسسة خليج عدن للتنمية البشرية والخدمات الاجتماعية، وبرعاية محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس والقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
تقييم واقع ومشكلات نظام التعليم (ما قبل المدرسي، أساسي، ثانوي)
بدايتنا كانت مع الأستاذ عوض عبدالله نبهان (مستشار وزير التربية والتعليم)، وتحدث معنا قائلا: “يسرني في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل للأخوة في مؤسسة خليج عدن للتنمية البشرية والخدمات الاجتماعية على دعوتهم لي وإعطائي الفرصة بإعداد وتقديم ورقة عمل بعنوان” تقييم واقع ومشكلات نظام التعليم (ما قبل المدرسي، أساسي، ثانوي)”، حيث شارك أيضا عدد من الأكاديميين والتربويين بإعداد أوراق عمل تناولت جميعها تشخيص واقع ومشكلات نظام التعليم العام والحلول والمعالجات المقترحة للإصلاح والتطوير”.
ويضيف: “لقد كان جميع المشاركين بالورشة وعلى مدى يومين عند مستوى المسئولية والذين كانوا يمثلون قطاع التربية والتعليم بالعاصمة عدن من اختصاصيين وموجهين ومدراء مدارس وأساتذة وأكاديميين من جامعة عدن ومركز البحوث التربوية ونقابة المعلمين”.
ويتابع “لا شك أن انعقاد هذه الورشة جاء في الوقت المناسب لدق ناقوس الخطر، لأن التعليم شأنه شأن كل القضايا التي تهم المجتمع باسره في وضع لا يحتمل السكوت أو التأجيل للتدخل العاجل على الأقل لوقف النزيف والتدهور والمعالجة الضرورية لأهم الجوانب”.
وأوضح الأستاذ عوض نبهان بالتفصيل أهم المحاور التي تعرضت لها الأوراق العلمية المقدمة والنقاشات حولها وهي على النحو الآتي:
محور المعلم: وقد لخصت أوراق العمل المشكلات والتحديات في هذا المحور على ما يأتي: النقص الحاد في عدد المعلمين، ضعف الإعداد القبلي للمعلمين والتركيز على الجوانب النظرية أكثر من التطبيقية، لا يحظى المعلم بالمكانة الاجتماعية والاقتصادية التي تليق به وبمهنته. قصور ساعات وبرامج التدريب، وعدم قياس أثر الدورات التي يحصل عليها.
محور الإدارات التعلمية والمدرسية: عدم الاختيار الجيد والمناسب للكادر القيادي على مستوى الوزارة ومكاتب التربية بالمحافظات والمديريات والمدارس حيث لا زالت العشوائية والوساطة والمناطقية المعيبة هي السائدة. وعدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
محور المناهج التعليمية: المناهج لا تواكب مخرجات العصر الحديث. والكثافة المفرطة فيه فهو مليء بالحشو في المعلومات التي تثقل ذاكرة المتعلم. قصور كبير في الأنشطة الصفية واللاصفية والتي يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من المنهج. وعدم كفاية الوسائل التعليمية التي تخدم عملية التعليم والتعلم. والعجز الدائم في توفير الكتاب المدرسي الذي يتضمن كما كثيرا من الحشو الذي يجعل التلميذ تائها في البحث عن المعلومة والجوهر الأساسي للدرس.
محور التعليم ما قبل المدرسة (رياض الأطفال): لقد حدد العلماء مرحلة الطفولة المبكرة من الولادة حتى سن الثامن من عمر الطفل، فهي مرحلة جوهرية وتأسيسية تعتمد عليها مراحل النمو الأخرى، فحوالي 80% من النمو العقلي يتم في هذه المرحلة، كما إن هذه المرحلة هي مرحلة نمو اللغة والعاطفة والعلاقات الاجتماعية”. مؤكدا إن الواقع يكشف لنا عدم اهتمام الدولة بهذه المرحلة وبهذه الفئة العمرية حيث لم تهتم بالتوسع في بناء رياض الأطفال ، وظل الأطفال محرمون منها.
ويضيف : “هذا وقد تحققت أهداف الورشة بالخروج بعدد من النتائج والتوصيات والمخرجات المهمة لمعالجة واقع النظام التعليمي وسبل إصلاحه والتي تم نشرها وإعلانها في وسائل الإعلام”.
الضغط على الحكومة لتنفذ قراراتها واتفاقياتها التي ابرمتها مع نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين
ويرى الأستاذ حسين الجعدني، (الأمين العام لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين) الورشة كانت قيمة وناجحة ومتميزة لكونها جمعت بين الأكاديميين والتربويين وامتازت بالشفافية والواقعية وتناولت جميع القضايا ونقاط الضعف والمشاكل وطرحت جميع الحلول الانية والمستقبلية.
ويرى الورشة هي النواه الذي سوف نسعى لتوحيد الصف وردم الفجوة بين التعليم العام والجامعي بين التربويين والأكاديميين ولهذا سوف نسعى لتشكيل منسقيه بين التربويين والأكاديميين لوضع الخطط والاستراتيجية وطرح آليه لرفع مستوى التعليم والدفاع عن الصرح التعليمي والدفاع عن جميع حقوق ومطالب الكادر التربوي والأكاديمي وتوفير البيئة الملائمة للطالب.
ويضيف: “تناولت الورشة الزمن الجميل في عام 1985م التي كانت الامية فيها 2% والوضع الحالي المزرى وانتشار الجهل والتخلف والغش لقد تراجعنا إلى عصور الجاهلية”.
ويتابع: “الأوراق العلمية المشاركة في الورشة كانت أوراق قيمة وكلاً أدلى بدلوه والآمال كبيرة في أن نجد أذان صاغية تستوعب ذلك وان تتحرك المياه الراكدة وان انتشال التعليم لا يمكن ان يكون عبر ورشة عمل لان انتشال التعليم يحتاج قرار سياسي يتبنى انتشال التعليم ونتمنى من مجلسنا الانتقالي الجنوبي ان يتبنى ذلك لان الحكومة قد اصابتنا بالإحباط وقد ابرمة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين عدة اتفاقيات مع الحكومة ولم تنفذ الحكومة قراراتها والتزاماتها مع النقابة. ويمكن الاستفادة من تلك الورش والعمل على دراسة استراتيجية ووضع الية لتنفيذ الحلول شاملة على مراحل وطرح الخطط المستقبلية”.
ويضيف: “أبرز العقبات هي عدم وجود حكومة عازمه على انتشال التعليم من وضعه المزرى فكل الحكومات مندو 1994م إلى يومنا هذا هي السبب الرئيسي لما وصلنا إليه ولهذا انتشر الفساد بجميع المؤسسات ومنها الفساد في مؤسسة التربية والتعليم ولهذا تم تهميش الكوادر التربوية ووضعوا كوادر اما ان تكون فاسده او من خارج إطار التربية والتعليم لتقود العملية التعليمية”.
ويرى أن الحلول والمعالجات الإسعافية: الضغط على الحكومة لتنفذ قراراتها واتفاقياتها التي ابرمتها مع نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين، وانشاء صندوق دعم المعلم والتعليم تتبناه وتديره العاصمة عدن وتشرف عليه نقابة المعلمين والتربويين والجنوبيين لكي لانفتح باب للفساد.
وعبر عن شكره لمؤسسة خليج عدن والجهات الداعمة والرعاية للورشة العلمية. ويأمل منهم عمل مشترك للدفاع عن المعلم والمتعلم والارتقاء بمستوى التعليم، وتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي قضيتهم في انتشال التعليم من وضعه المزرى.
إرادة جادة للتصحيح والمعالجات
وتحدث معنا الدكتورة رانيا خالد (كلية التربية- جامعة عدن) قائلة: “الورشة ناجحة سواء باختيار الموضوع والذي كان عنوان الورشة او في الأوراق العلمية التي قدمت وفي تنظيمها ومحاورها الهامة”.
وأضافت :”تأتي أهمية الورشة من خلال تناولها لجانب ذات أهمية عالية وهو النظام التعليمي من خلال عكس لصورة الواقع التعليمي الحالي وكذلك إيجاد المعالجات التي تساعد في تقويم النظام التعليمي واستعادة نهضته والعمل على تطويره”.
وتابعت : “نستطيع ان نستخلص من الأوراق العلمية المطروحة الواقع التعليمي الحالي الذي تم تناوله من جوانب وزوايا مختلفة إضافة إلى أن المعالجات موجودة وممكنة في ظل إرادة جادة للتصحيح فهناك عقبات اثرت سلبا على مسيرة عملية التعليم ووجب العمل على معالجتها فالتعليم هو الوسيلة الأقوى في تطوير أي مجتمع”.
حرمان المعلم من أبسط حقوقه
وتضيف الأستاذة وفاء كبشي مديرة إدارة الرقابة والتفتيش بمكتب التربية عدن: الورشة كانت ممتازة وقيمة وضعت النقاط على الحروف، لكن مدتها قصيرة ولن تستوفي الورشة مهامها وأهميتها إلا باتخاذ إجراءات لإنقاذ التعليم والعمل على إصلاحه باختيار قيادات تربوية قادرة على إعادة بناء ما نم. هدمه من قبل عصابات الفساد، مالم ستكون مجرد ورشة علمية ويظل، ما يتم اتخاذه من توصيات ومقترحات حبيسة الأدراج”.
مؤكدة أن الأوراق المستخلصة ناقشت مشاكل التعليم بشكل ممتاز والحلول الني وضعت تناسب الوضع الراهن.
وتضيف :”من العقبات عدم وجود قيادة تربوية نزيه. وافتقار التعليم في عدن للمناهج العلمية الحديثة لمواكبة العصر والعلم. وحرمان المعلم من أبسط حقوقه جعلوه يقصر بأداء واجبه ووظيفته. وعدم حب الطالب للدراسة واعتبرها فرض واجب. والمعلم البديل والغش وتسيس التعليم وتعين معلمين غير مؤهلين تربويا. وتعين قيادات تربوية غير أكفاء، وعدم تفعيل دور التوجيه المدرسي في المدارس”.
وتشكر مؤسسة خليج عدن على هذه الورشة العلمية. وتأمل بمؤتمر وطني لإيجاد حلول لإنقاذ التعليم. وتخصيص ورشة أخرى لتحسين ورفع مستوى التعليم بعدن.
وعلى الانتقالي اصدار قرارات سياسية شجاعة لإصلاح منظومة التعليم لأنه بدون إصلاح التعليم لن يتم الإصلاح في عدن وتغير التعليم وعدن للأفضل.