الشبكة المدنية/ متابعات
قالت مصادر محلية في محافظة ريمة، غرب اليمن، إن جبايات ميليشيا الحوثي على التلاميذ دفعت بأحد الطلاب إلى الانتحار.
ووفقا لما نقلته وكالة “الثاني من ديسمبر”، فإن الطالب زكريا السعيدي، أقدم على الانتحار شنقًا، بعد رفض الميليشيا قبول عودته إلى المدرسة التي طرد منها، بسبب عدم تسديده ما يسمى بالاشتراك الشهري، والمقدر بنحو 2000 ريال.
الميليشيا حاولت التغطية على جريمتها بزعم أن الطفل انتحر بعد أن رفض والداه ذهابه معهما إلى صنعاء، مرجعةً ذلك إلى ما أسمته بـ”التأثر بالمسلسلات التلفزيونية غير المناسبة مع أعمار الأطفال ومحتواها”.
يُذكر أن زكريا السعيدي هو طفل واحد من بين آلاف التلاميذ الذين أجبروا على عدم الالتحاق بالمدارس بسبب الجبايات التي تفرضها ميليشيا الحوثي على أسر الأطفال تحت ذرائع مختلفة.
فالميليشيا فرضت على كل تلميذ رسوما شهرية مقدارها 2000 ريال تحت مسمى “المشاركة المجتمعية” بينما تذهب هذه الإتاوات إلى جيوب قادة الميليشيا والبعض منها لتمويل حرب الحوثيين على الشعب اليمني.
فالمعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين لا يتلقون رواتب منذ سبتمبر 2016، إضافة إلى فصل آلاف المعلمين الذين يخالفون ميليشيات الحوثي في أفكارها.
ووفقا لتقارير أممية، فإن أكثر من مليوني طفل يمني حرموا من التعليم بسبب الحرب وتحويل الميليشيا الحوثية بعض المدارس إلى معتقلات أو ثكنات عسكرية، فضلا عن استهداف وتدمير عشرات المدارس.
كما أن تدهور الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة الحوثيين وارتفاع معدلات البطالة لأكثر من 60%، جعلت أولياء الأمور غير قادرين على دفع الجبايات التي تفرضها الميليشيات ما يعني أن الأطفال في اليمن أُضيف لهم سببا آخر للحرمان من التعليم، وهو ما يدفع كثير منهم إلى العمل في سن مبكرة.
وتشير تقارير محلية إلى أن الميليشيا الحوثية تستخدم التعليم لا سيما في المرحلة الثانوية والجامعية لمساومة الأسر على الدفع ببعض أبنائها الأطفال إلى الجبهات للقتال في صفوفها مقابل تعليم بقية أبنائهم.