الشبكة المدنية/ العين الإخبارية
لا تتورع أيادي العبث الإخوانية والحوثية في استهداف محافظات جنوب اليمن المحرر عبر مخططات عدة، لعل أحدثها ترهيب المنظمات الدولية.
وتسعى أيادي الفوضى إلى إظهار المحافظات الجنوبية بما فيها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن على أنها بيئة غير صالحة لعمل وكالات العون والإغاثة الدولية وهو مخطط يستهدف إجبار هذه المنظمات على المغادرة لتعود للعمل من صنعاء الخاضعة لمليشيات الحوثي الإرهابية.
ومؤخرا بدأت عديد المنظمات الدولية بنقل مقراتها من صنعاء إلى عدن للمساهمة في تطبيع الحياة في المناطق المحررة، وهو أمر دفع بمليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان الإرهابي لتحريك خلاياهم بهدف زرع ألغام جديدة في طريق مهام المنظمات الإنسانية جنوبا.
وقالت مصادر محلية وأمنية لـ”العين الإخبارية”، إن عناصر إرهابية مسلحة اختطفت ،أمس الجمعة، موظفين تابعين لمنظمة الأمم المتحدة أثناء مرورهم في بلدة “السويداء” التابعة لمديرية مودية بمحافظة أبين على بحر العرب.
وطبقا للمصادر فإن من ضمن المختطفين مدير مكتب الأمم المتحدة للأمن والسلامة في عدن “آكم سوفيول” والمنسق الأمني للمكتب “مازن باوزير” والمنسق العام للمكتب “محمد المليكي”.
وأشارت المصادر إلى أن حملة أمنية مشتركة من أمن أبين تدخلت لملاحقة وضبط العناصر المسلحة ومنحت مهلة زمنية لإطلاق سراح المختطفين.
وبالتزامن يبذل زعماء قبائل وشخصيات اجتماعية جهود كبيرة لليوم الثاني على التوالي للتوسط في إطلاق سراح الموظفين الأمميين المختطفين، وفق المصادر.
وكان فريق مكتب الأمم المتحدة للأمن والسلامة في جولة ميدانية شملت مديرية الوضيع ومودية والمحفد في محافظة أبين، جنوبي اليمن، لقياس الترتيبات الأمنية والتنسيقات في هذه المناطق من أجل تدخل المنظمات الدولية بمشاريعها المقبلة.
وتهدد عملية الاختطاف التي تحمل بصمات أياد الإخوان والحوثي المناطق والبلدات المحرومة ليس في أبين فقط بل وجنوب اليمن من تدخلات المنظمات الدولية والتي تساهم برامجها الإنسانية في تخفيف وطأة حرب المليشيات.
الانتقالي يندد
وتأتي عملية الاختطاف الموظفين الأمميين تزامنا مع عودة نشاط التنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة في أبين مستغلة سيطرة وانتشار قوات موالية للإخوان على عديد المديريات في المحافظة الجنوبية.
كما تحاول مليشيات الحوثي تجنيد الخلايا ومحاولة إرباك الاستقرار الأمني، كان آخرها العام الماضي لدى وقوع خلية إرهابية حوثية في أبين بقبضة الأجهزة الأمنية.
وأدان المجلس الانتقالي الجنوبي عملية التقطع والاختطاف الإرهابية الغادرة التي تعرض لها عدد من موظفي الأمم المتحدة في محافظة أبين.
وأرجع الانتقالي في بيان تلقته “العين الإخبارية” جريمة الاختطاف إلى اختراقات التنظيمات الإرهابية للقوات الموالية للإخوان، داعيا إلى تطهيرها لأن بقائها يمثل ثغرة أمنية خطيرة تهدد أمن واستقرار محافظة أبين والمنطقة.
وأشار إلى أن القوات الإخوانية توفر بيئة خصبة لانتشار العناصر الإرهابية وزيادة نشاطها وتنفيذ عمليات إرهابية جديدة.
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن قوات الحزام الأمني كانت ولا تزال تمثل ركيزة أساسية لإحلال الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في محافظة أبين، محملًا الطرف الآخر في اتفاق الرياض مسؤولية عرقلة عودتها إلى مواقعها ومهامها السابقة وفق ما نص عليه الاتفاق.
يهدد جهود حكومة اليمن
وتحاول الحكومة اليمنية توفير مناخ آمن للمنظمات الدولية التي لاتزال تتخذ من صنعاء مركزًا لمقراتها إثر ما تتعرض له من جبايات وأساليب ابتزاز حوثية، غير أن جريمة الترهيب الأخيرة تنسف كل تلك الجهود.
وتعد جريمة اختطاف موظفو الأمم المتحدة سابقة خطيرة من شأنها عرقلة تسهيلات الحكومة المعترف بها دوليا جنوب اليمن والتي حثت بشكل متكرر المنظمات الدولية على العمل من عدن تحت إشرافها.
ودعت حكومة اليمن على لسان وزير الشئون الإجتماعية والعمل، محمد الزعوري، مؤخرا المنظمات الدولية العاملة في صنعاء إلى نقل مقراتها العاصمة المؤقتة عدن، بعيدًا عن قمع مليشيات الحوثي الإرهابية.
وطالب المسؤول اليمني المنظمات المانحة التي تمتلك مشاريع خدمية ومجتمعية في المناطق المحررة إلى تحويل المنح والتمويلات عبر البنوك الحكومية في عدن وتأسيس شراكة حقيقية مع الحكومة، ومتابعة منافذ صرف وتوجيه تمويلات المانحين.