الشبكة المدنية/ الحرة
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن هناك طريقة للخروج من الحرب، فالسماح باستمرارها خيار وكذلك هو إنهاؤها. وفي هذا الصدد، أكد أنه يعمل الآن على تطوير إطار عمل سيحدد خطته للمضي قدما نحو تسوية سياسية شاملة.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن في المقر الدائم بنيويورك، الثلاثاء، قال غروندبرغ إن خطته ترتكز على “عملية متعددة المسارات”، للتوسط بين الأطراف المتحاربة، وتشمل معالجة قضايا سياسية وأمنية واقتصادية.
وأكد أنه كجزء من هذا الجهد، سيبدأ الأسبوع المقبل سلسلة من المشاورات الثنائية المنظمة التي تهدف لتنظيم “إطار العمل” وإدخال تحسينات عليه.
وأضاف: “سأتواصل مع عدة أطراف يمنية، بما في ذلك الأطراف المتحاربة والأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني وخبراء بالمجالات السياسية والأمنية والاقتصادية”.
وأشار إلى أن هذه المشاورات من شأنها أن تحدد “أولويات اليمنيين على المدى القريب والبعيد، بالإضافة إلى تطلعاتهم ورؤيتهم الأوسع من أجل إنهاء الصراع”.
واعتبر غروندبرغ ذلك “فرصة حقيقية” للأطراف اليمنية من أجل “رسم طريق سلمي للمضي قدما”.
وقال: “لقد ظل اليمنيون لفترة طويلة بدون عملية سياسية وبدون أمل في أن ينتهي هذا الصراع. ومن خلال الشروع في عملية منظمة تحاول معالجة المشاكل الرئيسية، يمكن استعادة الأمل في إنهاء المعارك العسكرية، وحل الأزمات السياسية والاقتصادية المدمرة”.
وتزامنا مع هذه المبادرة، أكد غروندبرغ على أهمية “خفض التصعيد” بشكل فوري لإنجاحها.
وتأتي الإحاطة أمام مجلس الأمن بوقت تستمر فيه الحرب في اليمن دون بوادر على انحسار الأزمة.
وتابع غروندبرغ قائلا إن “الثقة منخفضة، إلا أن إنهاء الحرب يتطلب تنازلات، قد لا يرغب أي طرف متحارب في تقديمها”.
ولذلك شدد على أن “عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة، وبدعم من مجلس الأمن، هي أفضل طريقة للمضي قدما” على حد تعبيره.
من جانبه، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن الحرب تواصل تهديد حياة الملايين في اليمن.
وأضاف: “شهدنا خلال الأسابيع الستة الماضية تصعيدا حادا وخطيرا في الصراع. وقد كان لذلك عواقب وخيمة على المدنيين والبنية التحتية. وتم الإبلاغ عن أكثر من 650 ضحية من المدنيين في يناير”.
وتابع قائلا: “هذا يعني في المتوسط، مقتل أو إصابة 21 مدنيا يوميا بالغارات الجوية والقصف ونيران الأسلحة الصغيرة وأعمال العنف الأخرى. إنها، حتى الآن، أعلى حصيلة خلال ثلاث سنوات”.
وأشار إلى أنه “لم يسلم أحد من الحرب، لا الأشخاص في منازلهم، ولا المدارس والمساجد والمستشفيات وغيرها من الأماكن التي يجب حماية المدنيين فيها”.
ويحتاج أكثر من ثلثي السكان للمساعدة في اليمن، ونصفهم تقريبا يعتمد على المساعدات الإنسانية، وعمليات الإغاثة الآن مهددة بالتوقف بسبب النقص الحاد في التمويل، وسيعقد مؤتمر للمانحين في مارس المقبل، وفقا للأمم المتحدة.