الشبكة المدنية/ البيان
حذّر خبراء تربويون وناشطون، من خطورة النهج المتطرّف الذي تعتمده ميليشيا الحوثي في تغذية عقول الأطفال في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام، بما تفرض من خطاب متطرّف قائم على بث الكراهية والعنف، بالتزامن مع حملة تجنيد جديدة بدأتها الميليشيا في صفوف طلبة المدارس في مناطق سيطرتها لتعويض الخسائر التي منيت بها، ومحاولة رفد صفوفها بمقاتلين أطفال، بعد الهزائم التي تكبدتها في مختلف جبهات القتال.
وأكّد اثنان من العاملين في مركز البحوث والتطوير التربوي الذي يتولى إعداد المناهج الدراسية وإقرار الخطط الدراسية، في تصريحات لـ«البيان»، أنّ نائب وزير التربية في الميليشيا، قاسم الحمران، وهو صهر زعيم يشرف على تعديل المناهج المدرسية وضمّنها دروساً تحض على القتال والكراهية وتمجد الفكر الطائفي المتطرّف، وأشرف على عملية إحلال عناصر الميليشيا بدلاً عن المعلمين الذين تركوا العمل بسبب عدم الحصول على رواتبهم منذ خمس سنوات، ومن فروا لمناطق سيطرة الحكومة الشرعية خشية الاعتقال.
وأضاف العاملان في مركز البحوث والتطوير، واللذان فضلا عدم الكشف عن هويتهما لدواعٍ أمنية، أنّ الحمران أقرّ برنامجاً طائفياً متطرفاً شمل تغيير المناهج الدراسية بإقرار دروس تمجّد الميليشيا وتتبنى برامج التعبئة الطائفية وإلغاء البرامج الترفيهية للطلبة بشكل كامل.
بدورهم، ذكر معلمون في صنعاء، أنّ قادة الميليشيا يواصلون منذ أيام حملة تجنيد شاملة في صفوف طلبة المدارس، تنفيذاً لتوجيهات زعيمهم، مشيرين إلى أنّ هذه الحملة امتدت لمختلف المحافظات، ضمن مساعي الميليشيا تعويض الخسائر البشرية التي منيت بها في جبهات القتال، لاسيّما مع تجدد المواجهات في محافظتي حجة وصعدة، إلى جانب محافظتي مأرب والجوف وفي الساحل الغربي.
نشر تطرّف
ويقول منصور عيد الله المعلم في محافظة إب، إنّ أعضاء فيما يُسمى برلمان الحوثيين ومسؤولي مكاتب التعليم والمسؤولين المحليين، استدعوا وجهاء القرى لاجتماع عاجل وأبلغوهم بضرورة حشد المزيد من المقاتلين، وأنّ كل قرية مطالبة بإرسال عدد معين من المقاتلين أو دفع مبالغ مالية لدعم مقاتلين يتم إحضارهم من محافظات أخرى.
ووفق مصادر تعليمية، فإنّ مندوبين عن ما يسمى «المكتب التربوي» للحوثيين نزلوا إلى المدارس وأوقفوا العملية التعليمية لإلقاء ما يسمونها دروساً ثقافية حضوا فيها الطلبة على القتال والالتحاق بمعسكرات التدريب، وأنّ الأمر نفسه حدث في كل المساجد التي تديرها العناصر الحوثية.
وأشارت المصادر، إلى أنّ القضاة الزموا أيضاً بتنظيم زيارات ميدانية للقرى والتجمعات والذهاب للمساجد لحض السكان على القتال، فيما ستعتبر الفشل في حشد المقاتلين سبباً كافياً لاستبدالهم بآخرين.