الشبكة المدنية/ الشرق الأوسط
تواصل الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية والسياسية الحثيثة من أجل رفع مستوى المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وحث الأطراف المتصارعة إلى وقف «الأعمال العدائية»، والمشاركة الشاملة في العملية السياسية للسلام بقيادة الأمم المتحدة.
ويأتي هذا الموقف الأميركي بزيارة تيم ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن إلى منطقة الخليج العربي، بعد أن صوّت مجلس الأمن في الأمم المتحدة أول من أمس، على قرار تمديد حظر الأسلحة إلى جماعة الحوثي المتمردة، وتصنيف الجماعة كميليشيا إرهابية، وفقاً للوصف الذي ورد في القرار، والذي حصل «للمرة الأولى»، كما «يدين هجماتهم الإرهابية العابرة للحدود ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويطالب بإجراءات فورية لوقف مثل هذه الهجمات».
وأفادت وزارة الخارجية في بيان، بأن تيم ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص لليمن سافر إلى الخليج، لحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية، والمشاركة الكاملة في عملية سلام شاملة، بقيادة الأمم المتحدة واتخاذ إجراءات سريعة للتخفيف من الأزمة الإنسانية في اليمن.
وأكد البيان أن الولايات المتحدة لا تزال «ملتزمة بالمساعدة في التوصل إلى حل دائم ينهي الصراع، ويحسن حياة اليمنيين، ويخلق مساحة لليمنيين»، وذلك لتقرير مستقبلهم بشكل جماعي، مشددة على أن «العدالة والمساءلة» سيكونان عاملين أساسيين لضمان سلام دائم في اليمن.
وأشارت إلى أن أحد المواضيع التي سيتطرق لها المبعوث ليندركينغ، الجهود المشتركة مع المانحين الخليجيين لتحسين تمويل الاستجابة الإنسانية لشعب اليمن هذا العام، وذلك تمهيداً إلى حدث «التعهدات رفيع المستوى» القادم لليمن الذي تستضيفه الأمم المتحدة وسويسرا والسويد في 16 مارس (آذار) الجاري، كما تحث الولايات المتحدة المانحين على تقديم الدعم بسخاء للشعب اليمني.
ولا تزال الولايات المتحدة تنادي بضرورة العمل من أجل إنهاء الصراع في اليمن، وعودة الأطراف المتصارعة إلى طاولة الحوار مرة أخرى، بعد أن زادت وتيرة الحرب وتسببت في أكبر كارثة إنسانية في اليمن، في الوقت الذي تتهم واشنطن إيران بأنها لا تلعب دوراً إيجابياً في اليمن.
يذكر أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عبر في وقت سابق في مجلس الأمن عن «قلقه العميق» إزاء تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين في اليمن والمنطقة، مديناً الهجمات التي تؤدي إلى التصعيد في اليمن وإطالة أمد الصراع، وبحسب بيان وزارة الخارجية، فقد شدد الوزير بلينكن على «الحاجة الملحة» لوقف التصعيد، وقيام جميع الأطراف بالتقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
كما أكد الوزير الأميركي دعم بلاده للجهود المستمرة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتطوير إطار سياسي شامل في اليمن، والتشديد مجدداً على أن «العدالة والمساءلة ستكونان مفتاحاً لتأمين سلام دائم في اليمن»، مرحباً بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل دائم ينهي الصراع، ويحسن حياة اليمنيين، ويخلق مساحة لهم لتقرير مستقبلهم بشكل جماعي، مضيفاً: «إن حل الصراع في اليمن لا يزال يمثل أولوية قصوى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة».
وفي أحدث قرارات أميركية الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أعضاء شبكة تمويل حوثية دولية، تحت إدارة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والتي أسهمت في مساعدة الجماعة المتمردة على زيادة «الهجمات العدوانية» في اليمن والدول المجاورة السعودية والإمارات، وشملت العقوبات 3 أشخاص، و8 كيانات وشركات من بينها ناقلة شحن بحري.
كما أعلن البيت الأبيض، في أعقاب زيارة منسق مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك إلى السعودية الشهر الماضي، أن الإدارة الأميركية رسمت أمامها طريقين من أجل إنهاء الصراع، يتكون الأول بـ«الضغط» على جماعة الحوثيين، والثاني بدعم «الجهود الأممية»، والمبادرة الخاصة باليمن رقم 2216، مع الاستمرار في الدعوة إلى إنهاء الصراع الحربي، وإيصال المساعدات إلى المحتاجين في اليمن.